قررت دول مجلس التعاون الخليجي أمس، سحب جميع سفرائها من دمشق والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها بشكل فوري. واتخذت دول الخليج هذه الخطوة بعد ان انتفت الحاجة لبقائهم، إثر رفض نظام الأسد كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوري. وأعربت أمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بيان من الرياض أمس، عن بالغ الأسى والغضب لتزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا «الذي لم يرحم طفلا أو شيخا أو امرأة في أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل دون أية رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأي حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية». وطالب البيان الدول العربية خلال اجتماعها في مجلس الجامعة العربية الأسبوع المقبل أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري، بعد أن قاربت الأزمة من السنة دون أية بارقة أمل للحل. وفي السياق ذاته، وافق مجلس الشعب المصري على توصية لجنة الشؤون العربية في المجلس بتجميد العلاقات البرلمانية مع نظيره السوري، احتجاجا على القمع الذي يمارسه النظام ضد المدنيين. إلى ذلك، استدعت فرنسا وإسبانيا وهولندا وإيطاليا سفراءها في سوريا أمس للتشاور، في ظل تصاعد حدة القمع الذي يمارسه النظام في دمشق ضد شعبه. بدورها، دعت الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، الأسد، إلى التنحي لإفساح المجال أمام عملية انتقال للسلطة تشمل كل السوريين وإيجاد طريق نحو حل سلمي للأزمة الحالية. في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تعد مبادرة جديدة مع الدول التي تعارض الحكومة السورية، واصفا استخدام الصين وروسيا لحق النقض (الفيتو) ضد قرار للأمم المتحدة بشأن سورية بالمهزلة. وأضاف في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه في أنقرة «سنبدأ مبادرة جديدة مع الدول التي تقف إلى جانب الشعب وليس الحكومة السورية». ولم يذكر المزيد من التفاصيل بشأن المبادرة.