دعا عدد من الشباب المبادر الجهات المختصة إلى ضرورة التجاوب مع الدعوات التى تطالب بتأسيس شركات متخصصة في تمويل وإدارة رأس المال الجريء للمشاريع الشبابية وذلك في ظل محدودية القروض التى يقدمها بنك التسليف والادخار وصندوق المئوية والجهات الممولة الأخرى. وأكدوا على أهمية تطوير العلاقة بين الشباب والجهات الممولة من علاقة مقترض بممول إلى علاقة شراكة في المشاريع تقوم على التعاون من أجل إنجاح المشروع. في البداية، قال الشاب عبدالله العامري «تنقسم المشاكل التى تواجه الشباب في مجال المشاريع الصغيرة إلى نوعين الأولى تتعلق بالبدايات وتختص بالتمويل والعمالة ودراسات الجدوى، والثانية عقبات تعترض نجاح المشروع بعد انطلاقه ومنها ضعف الإدارة والتسويق، مشيرا إلى أن 95 % من مشاريع الشباب واجهت صعوبات متعددة في إيجاد التمويل اللازم في الوقت المناسب نتيجة تردد الجهات الحكومية وتمرسها وراء الروتين والبيروقراطية». واعتبر التوجه الجديد لإنشاء شركات متخصصة لتمويل مشاريع الشباب خطوة إيجابية على الطريق الصحيح، مؤكدا أن العمل الحر يحتاج إلى المغامرة المدروسة والسرعة في اقتناص الفرص، مشيرا إلى أن الموظف الحكومي الذى يعمل في الجهات الممولة لا يهمه كم عدد القروض التى وافق عليها وإنما عدم توجيه أي نقد له من رئيسه في العمل، ولذلك تظل المشاريع الرائدة في إطار الموافقات الروتينية لشهور طويلة دون أن ينظر إليها. تجربة أرامكو واتفق مع الرأي السابق الشاب عاصم الشهري، مشيرا إلى أن الشركات المقترحة لتمويل المشاريع الشبابية تعد إضافة كبيرة لأنها ستكون أكثر قربا لنبض الشباب وهمومه وأكثر تفاعلا في اختيار المشاريع المختلفة التي تحقق عائدا جيدا له، مبينا في ذات السياق أن تجربة الشباب في الحصول على قروض من البنوك كانت صعبة ومريرة لعدم توفر الضمانات الكافية لديهم. واستغرب تجاهل الكثير من البنوك دعم المشاريع الشبابية في إطار مسوؤليتها الاجتماعية تجاه البيئة التي تعمل بها على الرغم من الأرباح التى تحققها سنويا بدون أي جهد منها ولاسيما من خلال مليارات الودائع الخاملة التى تشغلها البنوك وتحصل من خلال على عوائد كبيرة شهريا تضاف إلى الأرباح التشغيلية. من جهته، دعا الشاب فهد القرني إلى ضرورة الاستفادة من تجربة مركز أرامكو لريادة الأعمال «واعد» الذى يساهم في تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال الدخول فى شراكات عبر شراء حصص من تلك المشاريع، مشيرا إلى أنه بهذه الطريقة يمكن التأكد من إدارة المشروع بطريقة احترافية مهنية تحقق له النجاح. وقال إن آلية العمل في أرامكو تتيح للشاب التقدم بفكرة المشروع ثم تتولى الشركة دراسته بشرط أن يحمل الصفة الابتكارية والإبداعية وأن يضمن توفير عدد من الفرص الوظيفية. ورأى أن غرس فكرة العمل الحر في نفوس الشباب منذ سنوات مبكرة مسؤولية القائمين على التربية والتعليم، مشيرا إلى أن ضرورة الاستفادة من تجارب دول شرق آسيا التى ربطت مناهجها التعليمية باحتياجات سوق العمل مباشرة من خلال إقامة المصانع بجوار المدارس والمعاهد ليتم تدريب الطلاب على ما درسوه مباشرة. أما الشاب عبدالرحمن العلي فدعا إلى أهمية المكاشفة بين مختلف الجهات الحكومية فيما يتعلق بوجود إرادة مجتمعية لإنجاح المشاريع الشبابية الصغيرة والمتوسطة، مشيرا إلى أن كل جهة حكومية لازالت تعمل بمفردها في هذا المجال، ولو تم توحيد هذه الجهود من خلال هيئة عليا للمشاريع الصغيرة لكان ذلك أفضل بكثير. من جهتها، أرجعت الخبيرة البنكية ناهد طاهر تحفظ البنوك عن دعم مشاريع الشباب الصغيرة والمتوسطة إلى حرصها على رأس مال المساهمين الذين يهمهم تحقيق معدلات عالية من الأرباح، لافتة إلى وجود صعوبات متعددة تواجه الشباب لضعف الخبرة وعراقيل التسويق والإدارة وغيرها. وأشارت في السياق ذاته إلى وجود مبادرات جيدة من البنوك لتدريب الشباب على كيفية إدارة المشاريع ونجاحها، مشيرة إلى أهمية التزام الشاب بالجدية والرغبة في النجاح. ولفتت إلى أن حجم الدعم الموجه إلى المشاريع الصغيرة يرتبط بسياسة الإقراض ومجالاتها في كل بنك، مؤكدة على أهمية التنويع فيها ومراعاة الأوضاع الاقتصادية المحلية والدولية. واعتبرت الفرق في سياسات التمويل في البنوك والمؤسسات الحكومية أمرا طبيعىا ناجم عن طبيعة رأس المال ومصدره في الجانبين والأهداف المرجوة منه.