رحب شباب أعمال بإعادة النظر في آلية تمويل المشاريع الصغيرة للحد من حالات التعثر والتغلب على ضعف الخبرات الإدارية والتسويقية التي تعرقل نموها. ورأوا أن التمويل بالمشاركة في رأس مال المشاريع يجعل الممولين أكثر حرصا بشكل أكبر على إنجاحها بعكس الوضع القائم حاليا حيث يتركز اهتمام الممول على تكبيل المقترض بالقروض لضمان حقوقه بالدرجة الأولى فقط. يقول الشاب فهد الغامدي الواقعية العملية تحتم على غالبية الشباب إعادة النظر في طبيعة التمويل الذي يحصلون عليه بضوابط وشروط من أبرزها الكفالة التي باتت صعبة للغاية حاليا، وأشار إلى أنه في النظام الحالي لايكترث المقرض إلا للضوابط والضمانات التي يحصل عليها حتى يعود إليه ماله، أما عندما نسمح بالتمويل بالمشاركة عبر الصناديق الحكومية أو البنوك فسيكون المقرض وهو جهة حكومية في الغالب أكثر حرصا على نجاح المشروع عمليا وليس على الورق فقط، وهو الأمر الذي يحقق مصلحة جميع الأطراف خاصة أن هذه الجهات التمويلية لديها خبرات أكبر وخيارات أفضل للتدخل في الوقت المناسب لانتشال المشروع إذا واجه أي صعوبات. وعدد أبرز المعوقات التي تواجهها المشاريع ومن بينها المنافسة الشديدة من جانب العمالة الوافدة، وعدم وجود قنوات كافية لتصريف المنتجات وصعوبة منافسة الشركات الكبرى التي تعرض إنتاجها على نطاق أوسع وبأرباح بسيطة. وطالب الجهات الحكومية بأن تحتضن المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالرعاية والاهتمام أسوة بالدول الكبرى التي تفعل كل شيء دفاعا عن مصالح أبنائها حتى إن وضعت التجارة الحرة وانسيابية السلع وغيرها من المفاهيم البراقة في سلة المهملات قليلا. فشل 80 % من المشاريع من جهته قال الشاب فايز العلي أثبتت التجربة في السنوات الأخيرة أن 80 في المائة من المشاريع الصغيرة تخرج من الأسواق في السنوات الخمسة الأولى وذلك نتيجة مشاكل في التمويل والإدارة وعدم أخذ المتغيرات في الأسواق بالحسبان مطالبا بضرورة أن تكون هناك هيئة عليا للمشاريع الصغيرة للعمل تحت مظلتها والاستفادة من خبراتها. ورأى أن إنشاء جمعيات تعاونية تضم الشباب العاملين في كل قطاع يمكن أن يكون بداية صحيحة وذلك لتتولى التنسيق وحل مشاكل القطاع بالتعاون مع الجهات الحكومية. واستغرب تجاهل وزارة التجارة للكثير من الطلبات التي يتقدم بها شباب الأعمال، مشيرا إلى أن 70 80 في المائة من الشركات في الاقتصادات الدولية الكبرى هى شركات صغيرة ومتوسطة وجدت الدعم الملائم والحماية اللازمة حتى تستطيع الوقوف على أقدامها. إلا أن الشاب محمد الخالدي الذي درس علم النفس والإدارة، رأى من وجهة نظره أن هذا النظام وإن كان يحد من سيطرة الشباب على المشاريع، إلا أن الجهات الحكومية سترفضه من باب طلب الراحة فقط. وأبدى أسفه لأن غالبية العاملين في القطاعات الحكومية موظفون وليسوا مبدعين ولايهمهم نجاح المشاريع من عدمه. وأعرب عن أمله في أن يكون هناك طاولة مستديرة بين جميع الجهات المعنية لدراسات معوقات نجاح المشاريع الصغيرة التي تحتاج إلى دراية ووعي بالمتغيرات في السوق. توسيع قاعدة الملكية ويلتقط منه طرف الحديث الشاب ماجد القرني متفقا على أن توسيع قاعدة ملكية المشاريع الصغيرة يجعلها أكثر قدرة على الثبات والنجاح خاصة أن ذلك يسهم في تنويع مصادر التمويل التي تعد مشكلة أساسية حاليا. وأرجع أبرز معوقات المشاريع الصغيرة لصورية أغلب دراسات الجدوى وعدم استنادها إلى الواقع وكذلك عدم توفر قاعدة معلومات دقيقة عن سوق العمل وغياب الدعم المالي وحاضنات الأعمال التي توفر حماية ورعاية للمشاريع. ورأى أن نجاح مشاريع الشباب مرهون برغبة ذاتية منه وليس ما يفرضه عليه الآخرون من مشاريع. وانتقد البطء الشديد في الموافقات على المشاريع والذي يمتد إلى أشهر وذلك على الرغم من تأكيد مسؤولي الصناديق التمويلية بانعدام المشاكل وإن وجدت فهي من الشباب الذين لا يتقدمون بالمستندات المطلوبة دفعة واحدة.