هواية جمع القطع التراثية والمخطوطات النادرة تبدأ صغيرة، سرعان ما تكبر ككرة الثلج المتدحرجة، وتستحوذ على كامل اهتمامات الفرد الهاوي، وهنا نستعرض تجارب شخصين جمع بينهما حب التحف والقطع الأثرية، نجح الأول في جمع أكثر من 2500 قطعة أثرية خلال العقود الأربعة الماضية ولا زال مستمرا، وأوضح ل«عكاظ» محمد سعد القرني مالك متحف العامرية الأثري في محافظة أحد رفيدة أنه بدأ رحلة البحث وجمع التحف عبر الشراء والهدايا والبحث والتجوال في كافة مناطق وقرى المملكة على مدى أكثر من 40 عاما. وبين القرني أن فكرة إنشاء المتحف بدأت تراوده منذ 35 عاما، أثناء ممارسته مهنة بيع وشراء الخناجر في الأسواق الشعبية، مبينا مدى المعاناة والتعب النفسي والجسدي التي واجهها خلال مسيرته في جمع محتويات متحفه، الذي جعل من الطابق الأول في منزله مقرا لمحتوياته، التي تشمل قطعا أثرية نادرة منها ساعة ثمينة قدمها جلالة المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله لجده المتوفى منذ أكثر من 70 عاما، بالإضافة إلى مصاحف مخطوطة باليد يعود تاريخها لأكثر من 100 عام . ويحتوي المتحف وفق ما ذكره القرني على عملات ورقية ومعدنية سعودية، وأخرى من بلاد الشام ومصر تعود لعهد الملك فاروق، فضلا عن سيوف وعتاد حربي قديم يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 150 عاما، وبنادق ومسدسات مرصعة بالذهب والفضة، وحافظات جلديه للحبوب، وأوان معدنية، ودلال للقهوة، والصحف القديمة، وأدوات زراعية خشبية وحديدية، وسيوف يرجع عدد منها إلى أكثر من 150 عاما، وفوانيس وأجهزة راديو ومسجلات يرجع تصنيعها إلى 80 عاما تقريبا، علاوة على قطع أثرية أخرى مثل أدوات الشاي المعدنية، وأدوات تقطيع اللحوم وطحن الحبوب، وموازين مختلفة الحجم والثقل، وكذلك أدوات لجلب المياه من الآبار وحفظها. وناشد القرني، هيئة السياحة والآثار بالمملكة بإيجاد موقع مناسب للمتحف، خصوصا أنه يحتفظ بالقطع داخل ست غرف في منزله، وهو ما يترك أثرا سلبيا على أسرته نتيجة تواجد أعداد كبيرة من الزوار الذين يطرقون باب منزله بهدف التعرف على محتويات المتحف. من جهة أخرى، يحتضن متحف آل معتق في محافظة سراة عبيدة، أكثر من 3000 مخطوطة من بينها 500 وثيقة تاريخية تحاكي العادات والتقاليد والأعراف القبلية، وذكر ل«عكاظ» محمد أحمد آل معتق مالك المتحف أنه تمكن من جمع هذا العدد من المخطوطات بمجهود شخصي على مدى 40 عاما حتى بات المتحف واجهة سياحية وأحد المواقع الجذابة التي يقصدها السياح الذين يزورون منطقة عسير، وخصوصا أثناء الإجازات الصيفية نظرا لما يحويه من قطع تراثية نادرة ومميزة استخدمها الأجداد قديما. وبين آل معتق، أن المتحف حصل على ترخيص من الهيئة العامة للسياحة والآثار بدعم من الأمير سلطان بن سلمان الذي زار المتحف في وقت سابق، موضحا وجود عدة وثائق في المتحف يعتقد أنها تعود لعصر صدر الإسلام. ويضيف: «بدأت في جمع الآثار وتراث الماضي هاويا حتى تطور الأمر خلال العقود الأربعة وأصبحت أحد المهتمين بتاريخ عسير في المجال التراثي». وزاد: «من القطع التي يتوقف عندها الزائر داخل المتحف صور نادرة للملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله والتي تعود لأكثر من 50 عاما فضلا عن القطع الأثرية التي تعنى بالمرأة والآلات الزراعية القديمة والأواني المنزلية، ومن الأسلحة الأثرية بندقية عليها صورة واسم الملك عبدالعزيز رحمه الله».