أكثر من 20 ألف قطعة هي ممتلكات الباحث في التاريخ والحضارات القديمة مجدوع أحمد ابوراس الذي حول بيته بأدواره الثلاثة إلى متحف أطلق عليه اسم «متحف التراث الإنساني». المتحف الذي شهد زيارة المشرف العام على فرع وزارة الثقافة والإعلام سعود الشيخي، والذي لم يخف إعجابه بعد أن تجول في أدواره الثلاثة وملاحقه وأعلن اختيار المتحف لأن يكون أحد المواقع المهمة لزيارة ضيوف وزارة الثقافة والإعلام في منطقة مكةالمكرمة لما يحمله من تاريخ عريق، حيث قال الشيخي: «إن ما شاهدته من تحف نادرة وتنظيم راق يدلل على عمق تفكير صاحب المتحف واهتمامه الحقيقي بحفظ التراث وتوثيقه على مر العصور، وأن وزارة الثقافة والإعلام تدعم تلك المشاريع الحضارية بكل إمكانياتها المتاحة». وأضاف الشيخي أنه شخصيا لم يكن يتوقع وجود متحف يضم تلك الآثار القيمية داخل مكةالمكرمة. «عكاظ» تجولت برفقة الشيخي وصاحب المتحف، الذي قدم شرحا وافيا للمحتويات بأسلوب طرح علمي ومتسلسل، حيث بدأ في سرد كثير من القصص التاريخية التي استقاها من الكتب القديمة التي يملكها بين جنبات المتحف، متناولا مواضيع تاريخية منذ زمن بعيد تعود إلى قبل الإسلام بل إنه قدم بعض القطع التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام. ولم يعق عمل صاحب المتحف في التربية والتعليم لمدة 33 عاما اهتمامه وجمعه للتراث فتجد الكم الهائل من التحف التراثية، لقد قضى أبوراس نحو 40 عاما من عمره وهو يجمع ويحفظ ما يقع تحت يده من قطع أثرية إلى أن أضحى متحفه إحدى القيم الثقافية في منطقة مكةالمكرمة. جمع الكثير من التراث الإنساني متمثلا في ملبوسات من مختلف الدول ومن مناطق ومحافظات المملكة وتتمثل في أدوات الحرف المهنية من زراعة ونجارة وحدادة وخياطة، الأواني المنزلية باختلاف أشكالها واستخداماتها وكمية كبيرة من السيوف والرماح والجنابي بأنواعها المختلفة، وكذلك البنادق الهوائية واللاهوائية والمسدسات التي تعود لمئات السنين. وتجد في المتحف قسما خاصا لآلات الموسيقى القديمة كالكمنجة، عود، طبل، المزامير، وعندما تتأمل جنبات المتحف يقع بصرك على حافظات لآلاف العملات الورقية والمعدنية بجميع أنواعها والتي تعود للدولة الأموية والعباسية والدولة السعودية منذ تأسيسها، ومخطوطات قيمة للقرآن الكريم بمختلف الخطوط في أزمنة متعددة وكتب دينية وصحف منذ مراحل تأسيس الأعداد الأولى من مختلف الصحف والمجلات القائمة الآن والمندثرة، وكتب دراسية قديمة وقرارات حكومية غيرت مجرى التاريخ طاولات للدراسة تعود لأكثر من 100 عام منحوتات خشبية مكاوية أحجار أثرية تعود لآلاف السنين، كما يملك الشراوي بيانات وشهادات دراسية لطلاب مدارس الفلاح في مكةالمكرمة تعود لأكثر من 130 عاما، منهم من توفاهم الله، ومنهم من يعمل حاليا في مناصب عالية ووزارية في الدولة. صاحب المتحف قدم عرضا احترافيا لصحيفة «عكاظ» تمثلت في بداية الحضارة الإنسانية التي تعود بداياتها إلى عصور ما قبل التاريخ وحتى الألف الرابع قبل الميلاد وتتمثل تلك الأدوات بالفؤوس الحجرية اليدوية والمكاشط والمثاقب وغيرها من الأدوات. ويحتوي هذا القسم أيضا على وسائل إيضاح تبين صنعها وتطورها عبر آلاف السنين، يقول مجدوع أبوراس في ختام الزيارة «إنني سافرت كثيرا إلى الدول العربية والإسلامية والغربية بحثا عن موروثات لها أصل عربي وإنني دفعت مبالغ طائلة لذلك رغبة في جمع التراث لأنني أجد نفسي فيه، ورغبت في حفظ تراث الأمة العربية والإسلامية الذي إذا أهمل حتما سيندثر ويبقى في ذاكرة النسيان»، مؤكدا أنه سيقوم بزيارات أخرى لجميع مناطق ومحافظات المملكة بحثا عن التراث الأصيل، مطالبا كل من يملك قطعة أثرية قيمة التواصل معه لاقتنائها.