طرح عبر «عكاظ» عدد من المثقفات والمثقفين آمالهم وطموحاتهم من ملتقى المثقفين السعوديين الثاني متأملين أن تكون لرؤاهم طريقا نحو التحقيق وأن تكون المخرجات من أوراق العمل والمناقشات والمداخلات ملامسة للواقع، مؤكدين أن أهم مطالبهم للمرحلة المقبل إنشاء دار نشر سعودية موحدة واهتمام بالمسرح لاسيما المسرح النسائي والإسهام في المحافظة على مكانة المثقف وإقرار لائحة جديدة للمراكز الثقافية ومنح حرية التعبير للأدباء. وأوضح ل«عكاظ» عضو مجلس الشورى الأديب حمد القاضي أن طموحات المثقفين من الملتقى كبيرة، وقال: «آمل أن يتمخض الملتقى عن توصية لإنشاء دار نشر سعودية تدعمها الوزارة وذلك لنشر الكتاب السعودي في الداخل والخارج لتخفيف المعاناة على المؤلف لأن هناك كتبا لمؤلفين سعوديين لم تحظ بالنشر والتوزيع»، وأضاف «لو تحققت الدار سنوصل من خلالها رسالة للأشقاء في الدول الأخرى»، أما الدكتور محمد المشوح قال: «أعتقد أن ملتقى المثقفين يشكل أحد أهم اللقاءات التي تعقد للنخب لمثقفة لما يتطلع إليه المشاركون والراصدون والمتابعون لهذا الملتقى من آمال وتطلعات تحقق ما يصبو إليه المثقف»، وأضاف «استبشرنا بإعلان الوزارة عن جائزة الكتاب وذلك برصدها جائزة بمبلغ مليون ريال سنويا لعشرة كتب فائزة في شتى العلوم والمعارف وهي بلا شك تعد حافزا مهما للمؤلف والناشر السعودي»، ورأى المشوح أن هناك تطلعات عديدة لدعم المشهد الثقافي السعودي لاسيما والمشهد السعودي يعيش في أوج تجلياته ويتصدر المشهد الثقافي العربي اليوم، وقال: «من المهم أن تسعى الوزارة للإسهام في المحافظة على المكانة التي يتبوأها المثقف السعودي ودعم مشاركاته في شتى المنابر الإعلامية والثقافية»، وأضاف «أتمنى على الوزارة أن تتطلع آراء المثقفين حيال فعاليات معرض الكتاب وبرنامجه الثقافي ودعم الناشر السعودي وعدم زيادة المبالغ كي لا تنسحب على قيمة البيع ومن ثم يتأثر المعرض بحجة غلاء الأسعار، ومن المهم أيضا تفعيل توصيات هذا الملتقى مع التوصيات السابقة للملتقى الأول كي يجد المثقف أمامه حراكا بدلا من توصيات ورقية». لائحة جديدة ورابطة من جهته، قال رئيس النادي الأدبي في الرياض الدكتور عبدالله الوشمي: «الملتقى فرصة مميزة للمثقفين لطرح رؤاهم ضمن المحاور، وأيضا فرصة مميزة للوزارة لدراسة مشاريعها الثقافية بشكل أعمق من خلال رؤى المثقفين وطموحاتهم»، وأضاف «من أهم التوصيات المقترحة، إقرار المراكز الثقافية بلائحة جديدة مختلفة كليا عن لائحة الأندية، وإعلان رابطة الأدباء، والبدء بمراجعة لائحة الأندية الأدبية، وتكوين مجلس تنسيقي أعلى للأندية الأدبية، وإعلان الهيئة العامة للكتاب، إضافة إلى قرارات مباشرة نتطلع إليها بتعزيز ميزانيات الأندية الأدبية ومعوناتها، ودعم حركة جمعيات الثقافة، وإطلاق جوائز إبداعية إضافية، ونحن نثق بقدرة الوزارة على تحقيق مكتسبات متنوعة وإضافية لحركة الثقافة والأدب في المملكة. أما مدير الأندية الطلابية في جامعة الملك عبدالعزيز عبدالله باحطاب فطالب الاهتمام بالمباني الثقافية لاسيما مقر فروع جمعية الثقافة والفنون وقال: «لازلنا نعاني من عدم تأهيل المباني الثقافية بالشكل الصحيح وعدم مواكبتها لما تحتاجه الفنون من خدمات، فعلى سبيل المثال مباني جمعيات الثقافة والفنون بمختلف مناطق المملكة لا تصلح أن تكون مباني ثقافية. تصلب فكري أما عضو مجلس إدارة النادي الأدبي في الرياض هاني الحجي انتقد جدول الملتقى وقال: «تمنيت لو كان جدول الفعاليات أكثر تخصصا من جهة مناقشة بعض القضايا التي تهم الحراك الثقافي السعودي، وأوضاع بعض المثقفين السعوديين، كما تمنيت لو تم تكريم بعض الشخصيات التي فقدتها الساحة الثقافية مؤخرا»، وأضاف «أهم ما يطمح إليه المثقف السعودي الآن من الملتقى تفعيل رابطة الكتاب السعوديين، أو اتحاد أو جمعية أو أي هيئة تهتم بشؤون الكتاب السعوديين تحت أي مسمى كانت، إلى جانب تفعيل صندوق دعم المثقفين»، أما الكاتب عبدالله مغرم فقال: «أرى أهمية تعميق مفهوم اقتصاديات الثقافة والاهتمام بالثقافة للجميع وبتنظيم الفعاليات الثقافية للأسر والطفل والدعم المالي السخي على حركة التأليف والنشر سواء الورقي أو الإلكتروني». المسرح النسائي الكاتبة فاتن يتيم تساءلت عن توصيات الملتقى الأول وقالت: «مرت فترة ليست بالقصيرة ولا زلنا نعلق الآمال على مخرجات الملتقى الأول التي لم تأخذ حيز التنفيذ الفعلي، كصندوق الأدباء وإنشاء جمعية أو رابطة للكتاب والأدباء السعوديين متطلعين إلى أن لا تتكرر التوصيات السابقة بأي صيغة كانت»، وأضافت «نتمنى توصيات لردم الهوة وبناء الجسور بين المثقف الفرد والمؤسسات الثقافية. أما رئيس تحرير صحيفة كل الوطن الإلكترونية هداية درويش فقالت: «نحن أحوج ما نكون إلى تعريف مفهوم الثقافة بشكل عام، وهوية المثقف بشكل خاص، فالغالبية العظمى ممن يحسبون على الساحة الثقافية لايزال هذا المفهوم غامضا وغير مفهوم لديهم»، وأضافت «إننا نعيش في مرحلة يشكل فيه المثقف العربي ضمير الأمة ويتحمل مسؤولية بناء ذاكرتها ومن هنا تبرز أهمية المثقف ودوره في المجتمع الذي يتلقى المنتج الإبداعي، والنتاج الفكري والأدبي والإنساني والمعرفي، لذلك آمل أن يحقق هذا المؤتمر الحد الأدنى من تطلعات المثقف والمثقفة السعودية بعيدا عن التوصيات النمطية، كما آمل ألا تنحصر الثقافة بين جدران وتحت أسقف الأندية الأدبية فقط، كما أتمنى أن يؤسس لملتقيات ثقافية على اختلاف مسارات الثقافة». من جهتها، قالت الكاتبة المسرحية الدكتورة ملحة عبدالله: «كوني مسرحية مهمومة بالمسرح آمل أن توسيع دائرة النشر لأنها ضيقة ومكبلة للمسرحيين فأنا لدي 50 نصا مسرحيا عملت فيها خمس دراسات للدكتوراه ويتعذر على الدارسين والباحثين الحصول عليها، إضافة إلى إصدار مجلة خاصة بالمسرح ودعم المسرح النسائي عبر وجود جمعية للمسرح النسائي، والاهتمام بأرشفة المسرح لحفظ تاريخ الحركة المسرحية وأن يكون للمسرح السعودي كادر وظيفي».