استبشر المثقفون والأدباء بالعام الجديد 2012م الذي أعدوه مكملا للعام الماضي الذي شهد حراكا ثقافيا بارزا في كافة المجالات، وأبرز المثقفون والأدباء آمالهم في أن يشهد العام الجديد استمرارا لتحقيق المزيد من الإنجازات الثقافية على المستوى المحلي يتضمن تنفيذا لمخرجات الأنشطة والفعاليات الثقافية التي شهدها العام الماضي من توصيات وفق آليات قابلة للتنفيذ لمواكبة العالم من حولنا، لافتين إلى أن الرؤية أصبحت واضحة في ظل ما نفذ من حراك اتسم بتعزيز قيم التسامح والتصالح الفكري والاعتدال ودور المثقف وتحقيق لمطالب المثقفين والأدباء بإجراء انتخابات لمجالس الأندية الأدبية وعقد ملتقيات للمثقفين لوضع البنية التحية لتنمية ثقافية معاصرة تشمل كافة المجالات الثقافية، مؤكدين أن الإعلام السعودي مازال بعيدا عما شهده العام الماضي من حراك ثقافي وأدبي، مطالبين بتطوير قناة الثقافة لإبراز الوجه الثقافي الحقيقي للمملكة ومتابعة الأنشطة وتنفيذ عدد من البرامج التي تخدم الساحتين الثقافية والأدبية، متطلعين إلى انفصال الثقافة عن الإعلام وتنفيذ توصيات ملتقى المثقفين الأول والثاني والتي من أبرزها إنشاء هيئة للكتاب ورابط للكتاب. الدكتور عبدالله أحمد حامد عضو الجمعية العمومية لنادي أبها الثقافي عضو هيئة التدريس جامعة الملك خالد في أبها، قال: آمل أن تتضح في العام الجديد 2012م ملامح رؤية وزارة الثقافة والإعلام حول تفعيل توصيات ملتقى المثقفين الثاني وأن تتحول هذه الرؤية إلى واقع عملي وأن تتجه الوزارة للحسم بين الأمور الخلافية التي استمرت طويلا وأبرزها الخلاف بين مسمى المراكز الثقافية والأندية الأدبي. وأضاف «نتطلع أن يكون هذا العام عاما للكتاب السعودي الذي آن الأوان له أن يأخذ حقه الكامل في الحضور العربي وأن يتبلور في هذا العام مشروع لخدمة الكتاب فإصدارات الأندية الأدبية تحتاج إلى جهة ترعاها وتقدم الكتاب السعودي بالشكل اللائق به». وزاد: نتطلع في هذا العام أيضا أن تتطور القناة الثقافية وأن تكون خير معين للحراك الثقافي الذي يزخر بالعديد من المقومات والفعاليات التي تعكس حراكا ثقافيا وأدبيا قل ما تزخر به البلدان الأخرى، وأن تعرف العالم بالثقافة السعودية. واتفق الباحث الببليوجرافي خالد اليوسف مع الدكتور عبدالله في أن العام الماضي شهد واقعا ثقافيا مميزا، منتقدا حضور قناة الثقافية في تغطية هذه الأحداث الثقافية، وقال: القناة الثقافية يجب أن يكون لها حضورها في المتابعات والبرامج الثقافية التي تبرز أن هناك حراكا ثقافيا في هذا الوطن للعالم. وتطلع اليوسف إلى أن يحسم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في العام الجديد الإشكاليات التي تعاني منها الأندية الأدبي بعد الانتخابات وأن يصدر قرارا مشابها للقرار الذي أصدره حيال نادي الشرقية الأدبي. وقال: بعد قرار وزير الثقافة والإعلام حول نادي الشرقية الأدبي، أرى أن العام الجديد سيشهد حلا لمعظم الإشكاليات التي تشهدها عدد من الأندية الأدبية لاسيما المتعلقة بالشكوك حول آليات الانتخابات وأن يعاد انتخابها هذه الأندية التي مازلت اعتراضات أعضاء جمعيتها العمومية معلقة لكي نقول إن هناك انتخابات حقيقية». وتطلع اليوسف أن يكون العام الجديد عاما تترجم فيه وكالة الوزارة للشؤون الثقافية تفعل توصيات الملتقى الثاني للمثقفين على أرض الواقع، وقال «رغم أننا لم نر تفعيلا على أرض الواقع لتوصيات الملتقى الأول، لكن نتطلع أن تجد توصيات الملتقى الثاني آلية تنفيذ على أرض الواقع، لاسيما فيما يتعلق بالمكتبات العامة التي تأتي في آخر قائمة الاهتمامات، رغم أن عمرها يزيد على 60 عاما ولم نشاهد حراكا حيال تغيير واقعها لخدمة المستفيدين». وحول الإنتاج الثقافي، قال: الإنتاج سيزيد لأن هناك بواعث محفزة على الإنتاج لاسيما في مجال الرواية، لكن نحن نتطلع أن تنشأ في عام 2012م هيئة عامة للكتاب لتعطينا مكانة في العام وتعرف باهتماماتنا في مجال تعاملنا مع الكتاب صناعة وتفاعلا، فالمملكة في المكانة الثالثة في الشرق الأوسط من حيث الإنتاج والشراء وهذا يتطلب منها اهتماما بالكتاب، سواء الورقي أو الإلكتروني فهذا الكتاب سبقنا من خلاله كثير من الدول ولكن بدون مظلة رسمية له. وتمنى اليوسف أن تعيد وزارة الثقافة والإعلام رؤيتها لوكالة الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية، وأضاف قائلا: المشاركات الخارجية نتمنى أن يعاد وضعها إلى عهده السابق، وهذا يتطلب تفعيلها بقوة وأن تتواجد في الملتقيات العربية بقوة. الدكتور عبدالله الحيدي نائب رئيس نادي الرياض الأدبي، تطلع إلى أن يشهد العام الجديد استقلالا للثقافة عن الإعلام ودعم مؤسسات المجتمع المدني الثقافية عبر إنشاء رابطة للكتاب وهيئة للكتاب، وقال «استقلالية الثقافة عن الإعلام مطلب مهم في غاية الأهمية وتحقيقه يجعلنا نتقدم إلى الأمام». وأضاف: هناك دول أقل منا لديها وزارة للثقافة وإذا لم نفعل سنتخلف عن الركب، كما أن عدم وجود رابطة للكتاب تجعلنا في عزلة عن العالم وتجعلنا في ذيل الركب العربي فنحن كأدباء ومثقفين عندما نشارك في ملتقيات عربية تأتي مشاركتنا جانبية ونشعر بالإحباط، رغم أن لدينا من الأسماء البارزة العدد الكبير، إلا أن عدم وجود رابطة تجعلنا لا نتقدم إلى الأمام، وهذا مطلب طالبنا به كثيرا، نتمنى أن يكون من ضمن الأمور المبشرة في العام الجديد. ورأى الحيدي عام 2011م عاما ثريا ثقافيا وقال: وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية راهنت على تنفيذ لائحة الأندية الأدبية وإجراء الانتخابات في 16 ناديا أدبيا، رغم أنه كان هناك تشكيك في تنفيذها في وقت قياسي وحققت بذلك مطالب المثقفين والأدباء في أن تكون الأندية الأدبية منتخبة وهذا تحقق، كما أنجزت الوكالة كتاب مختارات من الأدب السعودي ووزعته في ملتقى المثقفين، وقال: هذه الإرهاصات والنشاطات للوكالة في وقت قصير يجعلنا نتفاءل أن العام الجديد عام الثقافة السعودية. وأضاف «نحن نسعد بوزير مثقف وأديب يعيش معنا وقريب منا ويلمس احتياجاتنا». الدكتور عائض الزهراني رأى بعد الحراك الثقافي الذي شهدته المملكة في العام الماضي أن يشهد العام الجديد اتساعا في دائرة الثقافة لتشمل القرى والهجر والمدن الصغيرة، وقال: بعد أن شهدنا اهتمام الوزارة بالمثقف والمثقفين وعزمها على أن ينافس المثقف أقرانه العرب، أشعر بتفاؤل كبير للعام الجديد الذي أطمح فيه أن تتسع الرقعة الجغرافية الثقافية لتشمل القرى والمدن الصغيرة والهجر عبر إنشاء مراكز ثقافية تهتم بالمواهب الشابة، فالمملكة غنية بشبابها المبدعين. وأضاف: لقد منحت الوزارة للمثقفين مساحة كبيرة من الحرية للقيام بدوره في دعم ومساندة من الوزارة. واتفق علي بن يوسف رئيس اللجنة الثقافية في الليث التابعة لنادي جدة الأدبي مع الزهراني في أمله أن يشهد العام الجديد اعترافا باللجان الثقافية وأن تتحول إلى مراكز ثقافية أو أندية أدبية يكون لها استقلاليتها، وقال: استقلالية اللجان الثقافية وتحويلها إلى مراكز ثقافية أو أندية أدبية يعطيها مجالا أرحب من الإبداع والبعد عن البيروقراطية. وأضاف «الآمال كثيرة والتطلعات دون حدود، لكن نحن نعيش في وسط ثقافي يحظى بدعم من وزير الثقافة والإعلام الذي يعيش الهم الثقافية ومطلع على الاحتياجات فهو مثقف وأديب قبل أن يكون وزيرا».