يتحرك العالم في أكثر من اتجاه لاستيعاب تداعيات الأزمة السورية عربيا ودوليا، في الوقت الذي تعكف فيه جامعة الدول العربية على دراسة التعديلات التي أدخلتها السلطات السورية على البروتوكول الذي ينظم عمل المراقبين المفترض إرسالهم إلى سورية، استقبلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وفدا سوريا معارضا برئاسة رئيس المجلس الوطني برهان غليون وأكدت أمامه حرصها على ضرورة حماية الأقليات في سورية ما بعد الأسد. وقالت كلينتون إن «عملية انتقالية ديموقراطية تتضمن أكثر من رحيل نظام (الرئيس السوري بشار الأسد). هذا يعني وضع سورية على طريق القانون وحماية الحقوق العالمية لكل المواطنين أيا كانت طائفتهم أو عرقهم أو جنسهم». وقالت للأعضاء السبعة في المجلس الوطني السوري الذين التقتهم «إني أولي اهتماما كبيرا للعمل الذي تبذلونه حول طريقة قيادة عملية انتقالية ديموقراطية». وكان النظام السوري أكد الاثنين استعداده لأن يقبل بشروط قدوم مراقبين من الجامعة العربية للتحقيق قي العنف على الأرض ومحاولة وقف القمع الذي أسفر عن مقتل أكثر من أربعة آلاف شخص منذ مارس (آذار) حسب الأممالمتحدة. وأعطت الجامعة العربية سورية مهلا مرات عدة للتوقيع على هذا البروتوكول في غياب أي إجراءات من قبل النظام لتطبيق خطة للخروج من الأزمة كان قد وافق عليها «بدون شروط» مطلع الشهر الماضي. ولم تعط الجامعة جوابها بعد على التعديلات السورية. وفي خطوة بدت منسقة تقررت عودة السفيرين الأمريكي والفرنسي في سورية إلى العاصمة السورية. وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان أعلن فيه عودة السفير روبرت فورد إلى دمشق «نعتقد أن وجوده في سورية هو من أكثر الطرق فعالية لتوجيه رسالة بأن الولاياتالمتحدة تقف مع الشعب السوري». في الوقت نفسه، عاد السفير الفرنسي في سورية اريك شوفالييه إلى دمشق بعدما كان استدعي للتشاور في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)؛ إثر أعمال عنف استهدفت المصالح الفرنسية في هذا البلد. إلى ذلك، أفاد ناشطون سوريون أن قوات الأمن والجيش قتلت أكثر من ثلاثين مدنيا معظمهم في حمص، في حين نصبت قوات الجيش الحواجز في معظم المناطق في محافظة إدلب.