انقرة، جنيفبيروت - «الحياة»، ا ب، رويترز - عقدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس اجتماعاً في جنيف مع سبعة من وجوه المعارضة السورية، بينهم رئيس «المجلس الوطني» السوري برهان غيلون وهيثم المالح وبسمة قضماني. وفي ما بدا انه عملية ترتيب لمرحلة ما بعد حكم الرئيس بشار الاسد، دعت كلينتون قادة المعارضة الى ضمان «عملية انتقالية ديموقراطية تتضمن اكثر من رحيل النظام. وهذا يعني وضع سورية على طريق القانون وحماية حقوق كل المواطنين، ايا كانت طائفتهم او عرقهم او جنسهم». وكانت كلينتون التقت للمرة الأولى أعضاء في المعارضة السورية في واشنطن في 2 آب (أغسطس) الماضي. وتزامن هذا اللقاء مع عودة السفير الاميركي روبرت فورد الى دمشق امس بعد ستة اسابيع من سحبه «بسبب تهديدات لسلامته»، كما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية في حينه. وكان فورد غادر سورية في 24 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي مع تصاعد الحملة الحكومية ضد المحتجين. وردت سورية باستدعاء سفيرها في واشنطن عماد مصطفى. وقال مسؤول اميركي امس ان فورد أكمل مشاوراته في واشنطن وسيعود إلى دمشق هذا المساء (امس). وكان السفير الفرنسي اريك شوفالييه عاد هو ايضاً الى العاصمة السورية اول من امس الاثنين. من ناحية اخرى استمرت امس المشاورات التي يجريها الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي بشأن الرد الذي أرسله وزير الخارجية السوري وليد المعلم على دعوة الجامعة لدمشق لتوقيع بروتوكول بعثة المراقبين. وأكد السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام ل «الحياة» أن المشاورات ما زالت جارية ولم يتم التوصل إلى أمر محدد، وقال إن هناك خيارين: إما تفويض الأمين العام بالرد على رسالة المعلم الاخيرة أو عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية. وقالت مصادر مطلعة في القاهرة إن العربي ركز في اتصالاته على عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية واجتماع آخر للجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية. وتوقع المصدر عقد الاجتماعين بداية الأسبوع المقبل في القاهرة. وكشف مصدر ديبلوماسى عربي في القاهرة أن الأمين العام للجامعة أرسل نص رسالة المعلم إلى وزراء الخارجية العرب مع طلب إبداء الرأي، لكنه (العربي) في المشاورات الهاتفية مع عدد منهم اقترح عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري. وأوضح المصدر أن مجمل الردود كانت مستاءة من الموقف السوري الجديد، واعتبرته محاولة لكسب الوقت، وشدد بعض الوزراء على ضرورة التحرك العربي الفوري لأن صدقية الجامعة باتت على المحك. واقترح بعض الدول الأعضاء قيام العربي بصوغ رسالة رداً على رسالة المعلم يبلغه فيها برفض ما جاء فيها وتحذيره من عواقب عدم توقيع بروتوكول بعثة المراقبين في مقر الجامعة ومن دون شروط إذا ارادت سورية الإبقاء على فرص الحل العربي للأزمة. وأكد المصدر أن الرد جاهز فعلياً، لكن الأمين العام يفضل أن يأتي الرد في اطار قرار اللجنة العربية المعنية بالشأن السوري والمجلس الوزاري العربي. في هذه الاثناء بلغ العنف في مدينة حمص في الايام الاخيرة مستوى غير مسبوق منذ بدء الانتفاضة، وقتل في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة اكثر من خمسين شخصاً في اعمال قتل اخذت طابعاً طائفياً في الاحياء المختلطة من هذه المدينة. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية ذكرت ان 31 قتيلا سقطوا امس برصاص الأمن غالبيتهم في حمص. ومن بين القتلى ال21 في حمص خمسة من عائلة واحدة. ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان ان 34 جثة القيت في شوارع حمص ليل اول من امس الاثنين، وذلك بعد موجة من اعمال الخطف المتبادل. وقال احد سكان المدينة لوكالة «اسوشييتد برس»: التدهور الذي حصل جنوني. كانت هناك اعمال خطف وقتل بطريقة مجنونة. والناس يخافون ان يخرجوا من بيوتهم». وفي انقرة، نفت وزارة الخارجية التركية حصول عمليات تسلل لمسلحين من حدودها الى الاراضي السورية. وقالت انها تتابع الموقف عن كثب. وجاء ذلك بعدما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) امس ان قوات حرس الحدود في موقع عين البيضا بمحافظة ادلب احبطت محاولة تسلل لمجموعة من هؤلاء من الاراضي التركية كانت تضم 35 شخصاً ومنعتهم من دخول سورية. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو نفى في مناسبات سابقة تسلل مسلحين من بلاده الى سورية في عدة مناسبات، كان آخرها الاسبوع الماضي في جدة خلال حضوره الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي حيث رد على اتهامات نظيره السوري بأن السلاح والمسلحين يأتون من تركيا. وقال داود أوغلو ان الحكومة التركية تضبط كل متر من الحدود مع سورية. وطلب المعلم حينها تسجيل هذا التصريح في المحضر الرسمي للجلسة. ونفت تركيا مرارا تقديم الدعم اللوجستي أو تدريب أو تسليح المنشقين من الجيش السوري أو المعارضة السورية، لكن مسؤولين اتراك قالوا أن عمليات تهريب للسلاح قد تقع عبر الحدود بين اي بلدين. وضمن سياستها للضغط على دمشق ترفض أنقرة الرد أو التعليق على اتهامات سورية رسمية وعبر وسائل اعلامية شبه رسمية كما حدث الاسبوع الماضي عندما تناقلت وسائل اعلامية سورية انباء عن وصول مجموعة من المقاتلين الليبيين الى تركيا من اجل التسلل الى سورية، وأن خفر السواحل السوري تصدى لمجموعة منهم واعتقل عددا آخر خلال محاولة فاشلة لهم للتسلل الى سورية بحرا من السواحل التركية.