الظلم خطيئة كبيرة، وجريمة شنيعة، تقع من نفسية مريضة، وعقلية خبيثة؛ استحوذ عليها الشيطان؛ فأعمى بصرها عن الخير والنور، وأضاع بصيرتها عن الحق والصواب، والموت والحساب. يقع الظلم في صور عديدة، وأشكال كثيرة، فالشرك بالله تعالى ظلم عظيم (إن الشرك لظلم عظيم)، والتساهل في تطبيق شريعة الله تعالى ظلم كبير (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون)، وانتهاك المحرمات، وترك الواجبات؛ ظلم للنفس جسيم. ومن صوره: سلب الحقوق، البطش بالغير، التعدي على الأعراض، السطو على الأموال، بل ومثل ذلك أخذ الرشوة، شهادة الزور، الغش والخداع ومخالفة القول والعهد والوعد. وتجد الظلم لدى القاضي الذي يجور في إصدار الأحكام، ولدى المسؤول الذي احتل المنصب، واغتنى من المكان. ومن الظلم: الشكاوى الكيدية أو اتهام المسؤول بما ليس فيه، وكذلك التهجم على الآخرين بالشائعات المغرضة، الكتابات الجائرة الموجودة على الشبكة العنكبوتية. وأظلم من الظالم؛ من يساعد الظالم على ظلمه، أو يفرح بوجوده وجهوده، أو يشيد بأعماله وصفاته. فإذا أردت معرفة الظالم وعلاماته؛ فإنك تراه شاذا في أفعاله، جانحا في تصرفاته، يحتال ويكابر، يقرص ويقرض، يلسع ويلدغ، يظن أنه الوحيد الأوحد، القوي الأعظم. الظالم ليس في وجدانه خوف من الحي القيوم، فلا رقيب ولا ضمير، لا عقل منير، لا فكر بصير. د.عبد الله سافر الغامدي جدة