طوت مدينة جدة صفحة العام واستقبلت الجديد بآخر وأول الحرائق، عندما شهدت منطقتها التاريخية اشتعالا جديدا طال منزل العشماوي الأثري المصنف تاريخيا في القائمة الأولى. وظلت قوات الإطفاء تكافح ألسنة اللهب حتى لحظة إعداد التقرير وتوصلت فيما بعد إلى بؤرة الشرر. وقال شهود في منطقة البلد إن المنزل الأثري الذي يتوسط برحة نصيف اشتعل في منتصف الليل.. وصلت إلى الموقع خمس فرق إطفاء ورافعات ثقيلة وآليات إنقاذ عملت كلها بتناغم وتنسيق لنجدة ذاكرة جدة وسط مخاوف من السكان من انهيار المبنى على منازلهم في المنطقة المزدحمة. وذكرت التقارير أن النيران اندلعت بعد دقائق من طي صفحة العام الهجري الجديد وانحصرت في الطابق الأول وسط بناية من خمسة طوابق واستدعى ذلك تحرك فرق الإنقاذ في الدفاع المدني بعد بلاغ عاجل تقدم به أحد سكان الحي، وتابع مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله الجداوي عمليات الإطفاء لحظة بلحظة. واستطاعت الفرق حصر النيران في المنزل المحترق ومنع انتقالها إلى المباني المجاورة. واعتمدت خطة الإطفاء على إخلاء المباني المجاورة وتخصيص فرقة لمكافحة النيران من الناحية الجنوبية، واستخدم الإطفائيون تقنية الإغراق عن بعد خشية انهيار الموقع في أي لحظة. وطبقا للمشاهدات فإن آليات الدفاع المدني اتخذت مكانها على مسافة بعيدة من الهدف وأطلقت قذائفها إلى مركز النار برغم شدة الرياح والعواصف. وقال الناطق الإعلامي في مديرية العامة للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة المقدم عبدالله العمري، إن المبنى مصنف من المواقع الأثرية في منطقة البلد وظل مهجورا. في الأثناء بدأت سلطات الدفاع المدني في إجراء تحريات موسعة حول الحدث برئاسة المقدم عبدالله الزهراني. ويشارك في التحقيق النقيب مخلد العتيبي وكشفت التحريات المبدئية أن النيران اندلعت من مصدر حراري. وفي وقت لاحق سلمت سلطات الدفاع المدني الموقع إلى الأمانة لإعداد تقرير مفصل عن الحالة. يشار إلى أن جدة فقدت في الأعوام الماضية أكثر من 200 منزل تاريخي في منطقة البلد من جملة 500 بناية مصنفة كأثر تاريخي نادر.