طوقت فرق إطفاء الدفاع المدني في جدة حريقا اندلع فجر أمس في منزل آل نصيف التاريخي في المنطقة الأثرية. انطلق إلى مسرح الحدث عدد كبير من الآليات معززة بعشرات الإطفائيين والمحققين، وتبين أن النيران اندلعت أولا في شقة في الطابق الثاني المقابل ل «برحة نصيف»، وزادت من وطأة النيران طبيعة المواد التي تحتوي عليها البناية كالرواشين الخشبية ما أدى إلى امتداد اللهب إلى الطابق الثالث من المبنى ذاته المشتعل ثم إلى بناية قريبة من الموقع. رجال الدفاع المدني انتهجوا طريقة الإغراق لغمر الموقع بالرغاوي الكيمائية والمياه، فيما تولى عدد من الإطفائيين إطلاق القذائف المائية الحادة من أسطح المباني المجاورة مع وجود صعوبات في التوغل بسبب ضيق المداخل والزحام، وهو الأمر الذي عاق دخول الآليات العملاقة إلى مسرح الحدث فاضطرت قوات الدفاع المدني إلى إقامة منطقة عمليات قريبة من الموقع، وإيقاف حركة السير في المحيط. وتمركزت آليات كبيرة في شارع الذهب وهي تصوب خراطيم الإطفاء إلى المبنى المشتعل من مسافة بعيدة. وأبلغ مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله جداوي، أن رجال الإطفاء بذلوا جهودا خارقة لإدخال الآليات إلى الموقع الذي يتوسط عشرات المباني الأثرية بسبب شدة الرياح؛ ما دفع الإطفائيين إلى تسلق المباني والجدر القريبة لمباشرة الحدث والسيطرة على النيران ومنعها من الانتقال إلى مواقع أخرى. وامتدح مدير الدفاع المدني في جدة مبادرة عدد من الأهالي الذين تطوعوا بتسخير منازلهم لرجال الدفاع المدني، وهو ما أسهم في محاصرة الحريق وإخماده، مؤكدا عدم تسجيل أية حالات إصابة. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي في المديرية العامة في الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة الرائد عبدالله العمري، أن الفرق استطاعت السيطرة على حريق المنطقة التاريخية ومنعت انتقاله من خلال ثماني فرق إطفاء وإنقاذ، وتم استخدام الرغاوي للسيطرة على الحريق الذي امتد إلى مبنى آخر، حيث بدأ الحريق أولا في شقة في الطابق الثاني وانتقل إلى الثالث ثم إلى مبنى مجاور ما أدى إلى احتراق المبنيين جزئيا، مضيفا أنه لم تسجل أية إصابات بعد أن تم إخلاء جميع السكان من الموقع. وتواصل فرق الإطفاء عملية تبريد الموقع لعدم اشتعاله مرة أخرى، وأضاف المتحدث أن المبنى المحترق يضم بين جنباته شققا سكنية و18 محلا تجاريا مشيدا من الحجر المنقبي والرواشين الخشبية، وهو مصنف من المنازل الأثرية من الفئة (ج) ويتبع لأوقاف آل نصيف. وأكد أن فرق التحقيق باشرت مهماتها في تحديد مسببات الحريق. وكشف المحققون أن أسباب الحريق تعود لمصدر حراري طفيف، وسجل ملاك المنزل قناعتهم بعرضية الحادث وجرى تسليم المكان إلى الأمانة. وأكد العمري أن فرق الدفاع المدني فوجئت خلال مباشرتها عمليات تبريد الموقع بتصاعد ألسنة من الدخان واللهب من إحدى البنايات المجاورة، والتي تتكون من أربعة طوابق، وعلى الفور انتقلت فرق إلى المكان ولاحظت أن الحريق نشب في غرفة تقع في الدور الثاني من المبنى، وتم على الفور تطويقه وإدخال فرق الكمامات والإطفاء بهدف تطويق النيران ومنع انتقالها إلى كامل المبنى، فيما تفرغت فرق أخرى لإخلاء المبنى من ساكنيه الذين لم يعلموا ما كان يحدث في محيط منازلهم. وقال الرائد العمري «نجحت الفرق في سرعة إخلاء المبنى وتطويق النيران وإخمادها على الفور دون تسجيل أية إصابات أو خسائر في الأرواح، مؤكدا أنه تم استدعاء فريق تحقق لمعاينة الموقع المحترق .