انتشرت في الآونة الأخيرة مواقع إلكترونية على الشبكة العنكبوتية تهتم بالزواج خصوصا زواج المسيار، حيث تشغل هذه المواقع أفكار الباحثين عن الزواج؛ سواء أكانوا من الباحثين عن زواج تقليدي أو مسيار، وتؤدي هذه المواقع مهمة الخاطبات اللاتي ينتشرن في جميع المدن، لكنها تسهل عملية البحث دون عناء، عدا الطلب من الشخص الذي يرغب التسجيل بدفع رسوم شهرية ليتمكن الرجال والنساء من وضع جميع المواصفات المطلوبة والشروط، ويسهل على المشترك الاطلاع على جميع المسجلين من جميع المدن حتى من الدول العربية المجاورة. وتوفر هذه المواقع المتطلبات التي يحتاجها الراغبون في الزواج وتتيح لهم الاطلاع على طلبات الزواج، وتوفر أيضا أرقام الخاطبات في كل مدينة ودولة، وتعتمد هذه المواقع على آلية للتسجيل فيها؛ وهي أن يكتب المشترك بياناته مثل الاسم والعمر ومكان الإقامة ولون العيون ولون الشعر، كذلك الطول والوزن، وهل أنت مدخن أم لا، ويكتب بعد ذلك المواصفات المطلوبة إذا كان المشترك رجلا فإنه يضع مواصفاته ويضع مواصفات الزوجة التي يريدها، والنساء كذلك يضعن مواصفاتهن ومواصفات الزوج المطلوب، وبعد الانتهاء من التسجيل تظهر خانة مكتوب فيها القسم بالله بأن المعلومات التي تم إدخالها صحيحة جميعها، ويطلب من يشترك بأن يدفع مبلغ 99 ريالا مقابل اشتراك شهر، ويوجد أيضا اشتراك vip لكبار الشخصيات بمبلغ شهري يصل إلى 300 ريال. وما يلاحظ في هذه المواقع هو انتشار طلبات الإناث أكثر من الذكور، وعندما تنظر في طلبات الزوجات تجد أن المواصفات التي تطلبها النساء تميل إلى الجنون أحيانا، حيث تطلب أن يكون الزوج حنونا ورومانسيا ومحبا للسفر، وأخريات يطلبن بأن يكون الزوج غير مدخن، وألا يكون عصبيا، فيما تشترط أخريات سنا معينا ويحددن مستوى الشهادة الدراسية. ومن حيث المواصفات، يكتب بعضهن أنهن طيبات، حبوبات، حنونات، رومانسيات، ومحبات للسفر، ولم يسبق لهن الزواج، لكن البعض يكتشف أن كل هذه الصفات غير حقيقية، إضافة إلى كونها مطلقة أو أرملة. يقول الأخصائي الاجتماعي عبدالله المسلم في هذا الخصوص «هذه المواقع طرحت لأن العالم دخل في عصر العنكبوتية، ولا يخلو بيت في منطقة من جهاز كمبيوتر، والكل يدخل ويعرض ما لديه، وفي رأيي أن هذه المواقع غير كفيلة كما يظن البعض بالقضاء على مشكلة العنوسة». ويؤكد المسلم «يبقى الحل الوحيد هو تعارف الناس مع بعضها والاندماج بين الأسر، وهذه الطريقة من الممكن أن تقود إلى حل مشكلة العنوسة، حيث يكتسب الناس من خلال التعارف وربط العلاقات بين الأسر إلى تزويج أبنائهم وبناتهم». من جهته، قال الشيخ إبراهيم العلي «على الفتيات الراغبات بالزواج ألا يضعن شروطا يراها البعض تعجيزية وأن يتساهلن لكي يرزقهن الله بالزوج الصالح»، وأشار كذلك إلى الأزواج بألا يطلبوا زوجات بمواصفات مميزة، وأما الزوجات اللاتي يطالبن بزواج مسيار، فذلك لا شيء عليه لما فيه من رأي العلماء على أن يكون زواجا له عقد وله شهود ومعلن. ورأى المواطن فالح تركي أن هذه المواقع ليست إلا للمتاجرة بهذه الفئات، والدليل أنه لا يمكن لأحد الإفادة منها بغير الدفع لهم، واقترح بأن تتولى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إغلاق هذه المواقع، وإيقاف هذه المتاجرة برغبات الناس، الذين عليهم السعي للزواج بشكل حضاري ومعروف.