كمن يرى الطعام خلف زجاج سميك وهو يتضور جوعا، هذا حال شبابنا والسكن اليوم. وما يؤلمنا أن شبابنا وشاباتنا صاروا يعتبرون تملك السكن ضربا من المستحيل، رغم الحلول الهائلة المطروحة، والتعاقدات الحكومية السكنية التي نسمع عنها كل يوم، في أكبر تمويل عقاري تشهده المملكة يبعث على التفاؤل بحل المشكلة جذريا. لكن الشباب يريد الحل الآني لأنه يجد السكن فوق طاقته، أو أنه يصرف كل راتبه في استئجار المسكن. أقول يؤلمنا كلنا هذا الحال، وقد يؤلم المخلصين في وزارة الإسكان أيضا وهي التي تملك المال ولا تجد الأرض، وفي هذا الحال نندب أيام الرحمة والتكافل قبل اختفاء مساحات الأرض. لكن بوادر الخير تقول: إن الصورة ليست بهذه السوداوية فالنفوس الخيرة تبحث عن فكرة تتحول لفعل الخير مهما كان الأمر بعيدا وصعبا، وقد سمعنا دعوة الدكتور عبد الله الغذامي لأهل العقار الخيرين بالتبرع بقطع أراض من بعض ما يملكون وتقديمها لوزارة الإسكان، والفكرة فعلا تلاقي صداها في أوساط بعض رجال العقار المخلصين لهذا الوطن من ملاك العقار، حيث أبدى كثير منهم استعدادهم للتبرع ببعض أراضيهم لوزارة الإسكان لإقامة مساكن عليها للشباب المتلهف للسكن والاستقرار، وهذا يحتاج من الغرف التجارية، ووزارة الإسكان آلية صحيحة لمواجهة هذه الفكرة الطيبة وتفعيلها. في البداية ظهرت لنا دعوة أستاذنا الكبير عبدالله الغذامي للعقاريين الكبار للتبرع بالأرض غير منطقية، ومثالية، بناء على سمعة إعلامية تتحدث عن جشع بعض العقاريين الكبار لا تجعلهم متفاعلين مع حركة المجتمع، وما نشر عن مساومة الوزارة على أراضيهم، لكن تقدم بعض الأسماء العقارية الكبيرة مبدية استعدادها للتبرع بمساحات أراض لوزارة الإسكان لتنفيذ مشاريعها فكرة خيرية قابلة للتنفيذ، وفكرة أعادتنا للتفاؤل بأن التكافل الاجتماعي في المملكة ما زال بخير، وأن هناك من رجال العقار من يحس بألم المواطن غير القادر على السكن إلى درجة الاستعداد للتبرع بأرضه. الفكرة مازالت كلاما إلى الآن، وتحتاج جهدا من مجلس العقار في الغرفة التجارية، وحماس هؤلاء الرجال المخلصين الذين يملكون مساحات هائلة من الصحاري للتبرع بجزء منها لوزارة الإسكان، لإعطاء المثال في التفاني والإخلاص للوطن الذي نبذل له الأرواح قبل الممتلكات. الرجال الذين أيدوا فكرة التبرع ببعض المساحات لوزارة الإسكان مطلوب منهم الآن، وعبر الغرفة التجارية والصناعية وضع آلية لتشجيع التبرع، ولمخاطبة الوزارة ووسائل الإعلام والتقدم بشجاعة المخلصين خطوة واحدة تؤكد أن الموضوع ليس استجابة إعلامية فقط. من جانب آخر نتمنى أن لا تتباطأ وزارة الإسكان بتشجيع فكرة الدكتور الغذامي، والمستجيبين لها والمبادرة بإقامة حفل شكر للمبادرين بالتبرع بالأرض وشكرهم ونشر أسمائهم كرجال وطن مخلصين للمبادرات الوطنية الصحيحة، فإن كنا نضحي للوطن بالروح وكل شيء فلن يكون التبرع بمساحات من الأرض شيئا صعبا لأن المواطن السعودي يريد أن يحس بهذا التلاحم بين من يملك ومن لا يملك، ويلغي من ذهنه الصورة الجشعة للاستغلال التجاري في صورة تلاحم أبناء الوطن لكل ما هو خير. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة