تحولت شوارع مشعر منى لاستديوهات مفتوحة لالتقاط الصور «التاريخية» للحجاج في الهواء الطلق، وتسجيل مقاطع الفيديو، مستخدمين هواتفهم النقالة المزودة بعدسات الكاميرا. لم يتوقف رصد الحجاج لأداء نسكهم على عرفات ومنى ومزدلفة إذ وصل إلى الحرم المكي الشريف. ويحرص الحجاج على تسجيل وقائع نسكهم خطوة .. خطوة وإرسال اللقطات الحية والثابتة إلى أقاربهم ومعارفهم في بلدانهم. وأتاحت ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات والأجيال المتقدمة من أجهزة الهواتف الفرصة للحجاج كي يتحولوا إلى خبراء إعلاميين في فنون التصوير ونقل الوقائع صوتا وصورة أولا بأول. ومن هؤلاء الحاج المصري محمد بسيوني الذي حرص على حمل كاميرته لتوثيق رحلة العمر بدءا من لحظة مغادرته منزله في القاهرة وصولا إلى منطقة المشاعر. وأشار إلى أن رحلة العمر وثقت بالصوت والصور «يمكن لأي شخص عزيز أن يطلع عليها.. إنها فضائل التقنية». والحالة ذاتها تنطبق على الحاج البريطاني ذي الأصول المغربية .. يقول عزيز ل «عكاظ»: هي فرصة لا تعوض، وجدنا ضالتنا في هواتف ذكية لا تعرف التثاؤب ولا العطل الفني إذ أتاحت لأسرنا في لندن والرباط متابعة تحركاتنا لحظة لحظة. وبفرحة غامرة ذكرت أم شيخ الباكستانية «شاهدني أهلي وأنا في الحج، من كان يتخيل ذلك؟ كلما أردت أن أؤدي أحد أركان وواجبات الحج التقط صورة وأرسلها لهم، أشعر بصدق كأنهم معي في المكان ذاته». وعلق الخبير في الإعلام الجديد الدكتور سعود كاتب «فعلا تحول الحجاج إلى مجموعة من الإعلاميين الراصدين لكل حركة وسكنة ونقلها عبر مواقع الإعلام الجديد للعالم».