في سهرة احتفالية خاصة تجتمع النسوة في جازان لإعداد أحد الأطباق الجيزانية الشهيرة الخاصة بعيد الأضحى التي تعرف ب«المحشوش» وهو أحد الحلول القديمة لحفظ لحوم الأضاحي لأطول فترة ممكنة في وقت لم تكن فيه هناك ثلاجات أو مبردات خاصة بالنسبة إلى سكان المناطق الحارة. وهذه الطريقة تعرف في مناطق أخرى ب«التقديد». ويقول إبراهيم العقيلي «من سكان جازان» إنه بعد ذبح الذبيحة صباح العيد يتعاون أهل البيت رجالا ونساء في تقطيع اللحم والشحم قطعا صغيرة وفرز كل نوع على حدة مع وضع الملح لحفظه لوقت الطهي، ثم يوضع قدر كبير على نار قوية إما أن تكون غازية أو عن طريق الحطب الذي يوضع بين حجرين وهو المفضل والمحبب عند الأهالي لمجاراة التراث. وأضاف: «توضع كمية الشحم كي تذوب لتصبح مثل الدهن ويسمى بالصليل وبعدها يتم وضع اللحم المقطع قطعا صغيرة وبقية الشحم كي تنضج وتحمر في القدر مع وضع البهارات التي تختلف من منزل لآخر ثم يوضع في قدر خاص مع مادة الصليل الدهنية التي تجمد بعد أن تبرد، وبالتالي فإنها تكون بمثابة مادة حافظة للحم الذي يستخدم وقت الحاجة عن طريق تسخين الصليل وقد يمتد الأمر لشهور طويلة دون أن يصيب اللحم أي نوع من الفساد». أما آمنة موسى «90 عاما» فرأت أن طبخ المحشوش عادة تقوم به مجموعة من الأسر والمنازل تجتمع في منزل واسع الحوش ويتم جمع كمية من الحطب ويتشارك النساء في الطبخ كاحتفالية نسائية خاصة دون تدخل الذكور فيها، مشيرة إلى أن الوقت المحبب لطبخ المحشوش هو المساء، حيث يجتمعن للسمر وللطبخ. ومن مميزات أكلة المحشوش أنها تحفظ اللحم لمدة طويلة قد تصل إلى عام كامل وتحمي اللحوم من الفساد والتعفن.