شاعر فذ كتب قصيدته بنفس شعري مميز تلمس من خلاله ثقافة واسعة تمنح النص آفاقا أرحب، انحاز في تجربته لقناعاته الخاصة، ومضى قدما محققا الكثير من النجاحات، لم يهتم كثيرا بالمتلقي الذي يبحث عن الفلاشات السطحية، بل احتكم إلى وعيه ليجد له مكانا مرموقا في أوساط النخبة المثقفة، التي راهنت وما زالت تراهن على وعي و نضج الشاعر الرائع ناصر بن حسين. «عكاظ» استضافت الشاعر من خلال هذا الحوار السريع ليكشف لها الكثير من الرؤى المضيئة حول الساحة الشعرية، ومشاركاته الجديدة بدءا من شاعر الملك ووصولا إلى شاعر المليون في نسخته الجديدة، والتي يرى أنها تشكل له منعطفا مهما قياسا بتفرد البرنامج وتميزه، وانتقد ناصر بن حسين منتدى الشعر الشعبي في الشرقية وقال : «المنتدى من جرف لدحديرة» مطالبا بإنقاذه من الضياع على حد قوله. وإلى نص الحوار. • نبدأ معك بآخر ما انتهينا به، شهدت جميع الأوساط حالة من الحزن على فراق (سلطان الإنسانية) كيف استقبلت نبأ رحيله إلى الرفيق الأعلى، وكشاعر بماذا ترجمت مشاعرك تجاه هذا المصاب الجلل ؟ استقبلت هذا النبأ بحزن وأسى يرق له الصخر لكن نحمد الله على كل حال، وستظل قلوبنا تلهج بالدعاء له، ولا أنسى ذلك اليوم الذي توجت بالمركز الأول بقصيدة (سلطان طيب) في مسابقة شعرية أقامتها مجلة فواصل عبارة عن مجاراة لأبيات كتب مطلعها مهندس الكلمة الأمير بدر بن عبدالمحسن إحتفاء واحتفالا بعودة سلطان الخير إلى أرض البلاد سالما معافى، وهذه الأيام مازلت أحاول الكتابة عن رحيل هذا الرمز الخالد في سماء الإنسانية ولكن يقف قلمي عاجزا أمام الموقف. • مسابقة شاعر الملك شارفت على النهاية، أين ناصر بن حسين منها ؟ مسابقة شاعر الملك كرنفال أدبي فخم والمشاركة فيه واجب وطني يضيف لتجربة كل شاعر، كنت ضمن المشاركين فيها لسببين: الأول لرغبتي في كسب شرف التعبير عما يجول في خاطري تجاه شخصية الوالد والقائد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والثاني لثقتي بإمكانيات لجنة تحكيم جولة المنطقة الشرقية التمهيدية، وأحمد الله أن مشاركتي نالت إشادة وإعجاب أعضاء اللجنة كافة هذا غير إشارتهم إلى أن النص الذي قدمته لي السبق في فكرته، أيضا وصلتني مصادر مقربه جدا أنني ضمن الأسماء المتأهلة للمراحل التالية لكن فوجئت بإسقاط اسمي ولا أعلم أين الخلل بالضبط. • شاركت في احتفالات اليوم الوطني في الدمام .. كيف تصف تلك المشاركة ؟ ومامدى اهتمام منتدى الشعر الشعبي بالتجارب المختلفة في المنطقة ؟ مشاركتي في احتفالات اليوم الوطني مصدر اعتزازي كونها مشاركة وطنية في المقام الأول، ولأنها تأتي في مسقط رأسي حيث كنت ضمن خمسة شعراء لهم تجاربهم ومستوياتهم، ونلنا جميعا شرف التعبير عن فرحتنا تجاه الوطن (بالشعر)، أما عن منتدى الشعر الشعبي فهو «من جرف لدحديرة» وأتمنى أن يجد من ينقذه ويعيد إليه الحياة من جديد، ويزيل حاجز الإحباط المبني لسنين في بال شعراء المنطقة لتكرار تهميشهم وتجاهلهم، وعدم منحهم الفرصة بالظهور أووضع بصمتهم على الأقل . • شغلت العديد من المناصب خلال عملك في مجال الصحافة، حدثنا عن هذه التجربة وما الذي أعطيته للإعلام وماذا أعطاك؟ سبق وأن التحقت بمجلة وضوح، ومجلة العراب كمراسل عام في المنطقة الشرقية، واستلمت منصب مسؤول القسم الثقافي والأدبي في صحيفة الشرقية نيوز الإليكترونية، وانضممت أخيرا إلى جريدة الشرق على وظيفة ( سكرتير مساعد رئيس التحرير )،وأتقدم بجزيل الشكر والامتنان لرئيس تحريرها قينان الغامدي، ومساعده الأستاذ إبراهيم الأفندي على ثقتهم الممنوحة لي متمنيا أن أكون عند حسن ظنهم بي، و أعتبر العمل في مجال الصحافة أداة أمنحها ما لدي فتمنحني التطوير. • شاعر المليون على الأبواب، هل سنرى ناصر بن حسين ضمن قائمة ال 48 ؟ وماذا تتوقع لهذه النسخة بعد أن توقف البرنامج لمدة عام ؟ لا ننكر أن شاعر المليون استطاع إحداث نقلة نوعية سواء على مستوى الإعلام الثقافي والأدبي، أو في تطوير الذوائق والحس الشعري من خلال إخضاع النصوص تحت منظار الأسس النقدية وتقديمها على طبق للمتلقّي هذا غير الزخم الضوئي الذي يقدمه للمشاركين ناهيك عن المكسب المادي المغري جدا ، شاركت لعامين متتاليين وحصدت إشادة وإجازة اللجنة لمرحلة ما قبل ال 48 ، وهذا العام قمت بإرسال مشاركتي عبر الموقع الإلكتروني كما هو موضح ضمن شروط التسجيل لكن بعد إلغاء جولة الرياض ولارتباطي بعمل لا أظن استمراري بالمشاركة إلا في حال كنت ضمن الشُعراء المستضافين في دولة أبو ظبي كما حصل في العام الماضي، وهذا من دواعي سروري ومما يشرفني بلا شك متمنيا التوفيق لي ولجميع المشاركين، وأن تظهر النسخة بقدر الترقب والانتظار وهذا ليس بالغريب على القائمين عليها. • ماطموحك ؟ وهل حققت شيئا مما قد سعيت له ؟ طموحي أن أقف أمام خادم الحرمين الشريفين معبرا عن حبي له بقصيدة فارعة تليق بمقامه الكريم، وعن مشواري أشعر دائما بالرضا وأحمد الله أنني استطعت تحقيق شيء مرض ومجمل ومع ذلك لن أقف عند هذا الحد . • ثلاث رسائل تقدمها .. ولمن : لنفسي : كوني كما أنت لا أكثر للشاعر مهدي بن سعيد : جيت أفرج بعض همي بالكتابة .. واكتشفت أن الكتابه كل همي، لكل من يقرأني : لاتحرموني «أوكسجينكم» أينما كنتم وستكونون .