كنت قبل فترة قليلة مع أكثر من 50 شاعرا وإعلاميا في ضيافة الشيخ الفارس الشاعر حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي الذي استقبلنا وأكرمنا بمجرد علمه بتواجدنا في دبي. دبي تكرم الضيوف وتهوي إليها أفئدة الشعراء في كل عام، بل في كل شهر فيها مهرجان.. مهرجان دبي العالمي ومهرجان الأدب الشعبي الذي يعتبر لكمة خطافية على وجه بعض المسابقات الربحية التي تحتكر مواهب الشعراء في فئات عمرية وتكرّم كل شاعر بقدر دخله المادي العائد من وراء مشاركته وكأنهم يطبقون المثل الشعبي القائل: (اطعموهم من لحم ثورتهم)، بينما يقدم مهرجان دبي حوافز ومكافآت منقطعة النظير فأهدافها نبيلة وسامية ومن شأنها الارتقاء بالشعر والشعراء وفيها احترام لذائقة المتلقي. وكل هذا ليس بغريب على دبي، فحكامها شعراء ومواطنوها متذوقون للشعر بكافة مستوياته، وكلنا نعرف الشاعر بطبيعته مثقف، وما أبهرني حقا هو انسجام أهل دبي مع كل شاعر على سجيته وفطرته ومدرسته الشعرية مع حسن في الإنصات وكأنهم يعيشون مع الشاعر في بيئته الشعرية ونصه الشعري.. قابلناهم فوجدناهم كرما في أخلاقهم.. كرما في تعاملهم.. راقين في طرحهم الأدبي السؤال: هل اسم دبي اشتق من الطرح الأدبي أم الطرح الأدبي اشتق من دبي؟