إذا كان المصاب جللا بحجم رحيل (سلطان) فقيد الأمة فليس من اليسير التحكم بوطأة الحزن وتداعياته ربما لأمد إلا في حال استقبلت خبرا مغبطا يوازي حجم المصاب وها هو خادم الحرمين الشريفين كعادته (حفظه الله) بنثر المباهج يزف لنا أمرا ملكيا بتسمية الأمير نايف بن عبد العزيز وليا جديدا للعهد خلفا للأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز (غفر الله له) وقد تمت مراسم البيعة الشعبية للأمير نايف بن عبدالعزيز بسلاسة ليكون بعون الله خير خلف لخير سلف. لن نخوض مطولا لسرد إنجازات ومواقف الأمير نايف المتكاثرة والممتدة لعقود سوف نقتصر بتناول ركيزتين على الصعيد الداخلي أولهما أن سموه يعتبر صمام أمان فيكفي القول أنه إذا ذكر الأمن ذكر نايف بن عبد العزيز وإذا ذكر نايف بن عبد العزيز ذكر الأمن، فمنذ أكثر من 36 عاما والأمير نايف وزير الداخلية ومذاك أخذ على عاتقه مسؤولية تأمين استقرار الوطن ويعد ملف (القاعدة) أحد أهم الملفات التي قاتل سموه ببسالة للجمها ودحرها الأمر الذي حدا بقيادات وساسة وأمنيين غربيين وعرب إلى الدعوة مرارا إلى الاستفادة من تجربة وحنكة الأمن السعودي في التعامل مع الإرهاب واستتباعا للسياق ولنقل تأكيدا فقد تطلعت (واشنطن) في غضون المبايعة الشعبية للأمير نايف إلى مواصلة شراكتها الوثيقة مع الأمير نايف في منصبه الجديد مثمنة التزامه القوي بمكافحة الإرهاب ودعم السلام والأمن الإقليميين. الركيزة الثانية تبنى سموه جائزة حملت اسمه تهدف لتوطين الوظائف فسموه أسس قاعدة (للسعودة): الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها وهو لاريب أسلوب ونهج يعكس رؤيته الثاقبة للأمن الوطني وتأتي أهمية هذه الجائزة بوصفها لا تصدر عن جهاز اقتصادي أو إداري إنما تتأتى ضمن إطار الأمن العام وهذا يعني من جملة ما يعني بأن المفهوم الحقيقي والحضاري للأمن ليس التربص وسن العقوبات بل البحث واستقصاء الأسباب والدوافع التي تقود إلى الخروج عن النظام بشتى تفرعاته وهو بدون شك أسلوب (استباقي) غايته الأسمى درء الوقوع في شباك المفاسد بمختلف تضاعيفها.. الباعث لتعزيز الولاء أو تكريسه إن صح التعبير لهذه الأسرة الكريمة هو نفحات الأخوة والشفافية والوفاء والحكمة الوارفة التي غمرتنا خلال أسبوع ففيه ودع الأمير سلطان أحد أركان الحكم (رحمه الله) واستخلفه أخوه نايف (حفظه الله) وهو أيضا من أركان الحكم وفيه تمت مبايعته (التي وصفها سموه تكليفا وتشريفا ومسؤولية كبيرة) وما تخلل ذلك من مآثر وصور ملحمية لدن خادم الحرمين الشريفين أجلها مغادرته (متعه الله بالصحة والعافية) المشفى فورا بعد عملية جراحية في الظهر فقط ليكون على رأس مستقبلي جثمان أخيه الأمير سلطان في المطار، كل تلك الدروس القيمة والمتغيرات السريعة حدثت والبلاد في غمرة موسم الحج.. وفي سياق متصل لابد من التعريج على مآثر الأمير سلمان الذي ضرب أروع آيات النبل وأصدق معاني الوفاء والذي تجلى في وقوفه حفظه الله إلى جانب أخيه الأمير سلطان رحمه الله ومرافقته ومآنسته خلال رحلته الاستشفائية.. ألا ترون معي أن ذلك دليل لا يقبل الجدل أننا ننعم في ظل قيادة متلاحمة وملهمة ووطن مستقر وقوي لا تهزه النوائب والمتغيرات. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة