التقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في قصر الحكم الرياض أمس، أصحاب السمو الملكي الأمراء وسماحة مفتي عام المملكة والعلماء والمشايخ، والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجموعا غفيرة من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه، ومبايعته على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وليا للعهد. واستقبل ولي العهد لدى وصوله قصر الحكم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض. ووصل في معية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون العامة، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن نايف عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن نايف بن عبدالعزيز.
قال نايف في استقبال البيعة «الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين لا شك أن اللقاء في هذا اليوم بسماحة المفتي وبأصحاب السمو أفراد العائلة الكريمة وبأصحاب الفضيلة المشايخ وبأصحاب المعالي وبجميع الإخوة المواطنين كبارهم وصغارهم كان له الأثر الكبير في نفسي ولكني ترجمت ذلك إلى الترابط الكبير بين الأسرة وعلى رأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين وبين أبناء الوطن كبيرهم وصغيرهم هذا الترابط الحقيقي الذي يجري في دم كل مواطن سعودي الحمد لله على ذلك، أكيد أني مع إحساسي وشعوري بالثقة التي منحني إياها سيدي خادم الحرمين الشريفين بولاية العهد إضافة على الشكر لمقامه الكريم على اختياري وعلى ثقته إلا أني اعتبرتها تكليفا وتشريفا في نفس الوقت واعتبرتها وساما على صدري ولكني في نفس الوقت أحسست بالمسؤولية فاتجهت بقلبي وبكل حواسي إلى الخالق عز وجل أطلب منه العون والتوفيق والسداد ثم بعد ذلك ما لمسته من إخواني أبناء الملك عبد العزيز وذريته ومن كل أفراد العائلة المالكة ومن أصحاب الفضيلة العلماء وعلى رأسهم المفتي ومن المواطنين جميعا لا شك أن هذا يسر الإنسان ولكنه يشعره بالمسؤولية الكبيرة نحو هؤلاء الرجال ونحو هذا الوطن برجاله ونسائه والمسؤولية الكبيرة التي يجب أن نتحملها تحت توجيهات قائدنا وولي أمرنا سيدي الملك عبد الله بن عبد العزيز وأن نؤدي هذه الأمانة بصدق وولاء ووفاء وفي هذه اللحظات لا أنسى ولا يمكن أن أنسى سلطان بن عبد العزيز هذا الرجل الفذ الذي قدم لوطنه الكثير والكثير جدا منذ شبابه منذ بدأ أميرا للرياض حتى انتهى وليا للعهد ولو الأعمار تعطى لأعطيناه أعمارنا ولكننا مسلمين مؤمنين نرضى بقدر الله وكل ما لسطان من أثر ووسيلة وتعامل هي دروس أخذناها واقتنعنا بها وإن شاء الله نتخذها منهجا بعد منهج سيدي خادم الحرمين الشريفين الذي هو امتداد لملوك المملكة العربية السعودية حتى القمة الملك عبد العزيز رحمه الله وقد كنت مع سمو الأمير سلطان وخدمت تحت رايته كوكيل لإمارة الرياض عندما كان أميرا فإذن أنا مع سمو سيدي الأمير سلطان خدمنا هذا الوطن تحت قيادة الملك عبد العزيز المؤسس والباني والموجه ثم بعد ذلك تحت قيادة الملك سعود ثم بعد ذلك تحت قيادة الملك فيصل ثم تحت قيادة الملك خالد ثم تحت قيادة الملك فهد رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته ثم بعد ذلك تحت قيادتنا الرشيدة الآن للملك عبد الله بن عبد العزيز الذي غمرنا وعلمنا وأثبت كيف يجب أن يخدم الوطن وكيف يجب أن يضحي الإنسان في كل شيء في خدمة أمته لقد عايشناه عن قرب في ظروف صعبة ووجدناه حفظه الله لايهمه ولا يقلقه إلا سلامة المواطنين وسلامة المملكة العربية السعودية فلنأخذ الواقع الذي نعيشه في هذه الظروف المحيطة بنا من كل جهة والاضطرابات فبقيادته حفظه الله وبالاعتماد على الله قبل كل شيء ثم بثقته بشعبه الوفي استطاع أن يجعل المملكة آمنة مستقرة في كل أمورها وهذا فضل من الله ولكنه يحسب للملك عبد الله بقيادته الرشيدة ولولا ذلك لكان أصابنا ما أصاب غيرنا ولكن الحمد لله لدينا ملك صالح وفاهم وقادر ولدينا شعب وفي كريم قاده كذلك إلى الإخلاص والالتفاف حول قيادته والحمد لله على ما وهب وشكرا لكم جميعا».
مفتي عام المملكة في كلمته أمام ولي العهد: بيعة شرعية لا يجوز نكثها أو التشكك والتلكؤ فيها واس الرياض أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ لدى حضوره مراسم البيعة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية البارحة في الرياض، أن البيعة شرعية يجب على الجميع الالتزام بها باعتبار أن ولي الأمر قد اختار من يراه أهلا لها بناء على علم وبصيرة ورؤية وإدراك. وقال مفتي عام المملكة إن هذه البيعة لا يجوز نكثها ولا التشكك والتلكؤ فيها، بل هي بيعة شرعية واجب على كل مسلم الالتزام بها، موضحا أن مهمة الأمير نايف بن عبدالعزيز في ولاية العهد مهمة عظمى، ويؤمل أن يؤدي حق هذه الأمانة. وفيما يلي نص كلمة مفتي عام المملكة: «الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد أشرف الأنبياء وأشرف المرسلين وعلى آله وعلى صحابته أجمعين وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذا اليوم يوم السبت الثاني من ذي الحجة لعام اثنين وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة نلتقي هنا لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء كما أمر بذلك خادم الحرمين الشريفين. أيها الأخوة هذه البيعة لصاحب السمو وفقه الله بيعة شرعية بيعة دينية لأنها بأمرين الأول تعيين خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية أخاه نايف بن عبدالعزيز ولياً لعهده مبنياً على علم وبصيرة ورؤية وإدراك بأن هذا الرجل سيسد ذلك الفراغ الذي خلفه عزيز على الجميع سلطان بن عبدالعزيز غفر الله له ولنا ولجميع أموات المسلمين. هذه البيعة بيعة شرعية وتؤكد على الجميع الالتزام بها والمحافظة عليها لأنها بيعة شرعية لأن لولي الأمر أن يختار من يعلم أهلا لها وهذه مهمة عظمى، إذ هي أمانة ويجب أن يختار لها من يغلب عليه الظّن إن شاء الله ويؤمّل فيه القيام بحق هذه الأمانة ولنا في ذلك سلف صالح سلف عظيم سيد ولد آدم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه في آخر حياته أشار على الصحابة وأوصاهم بأبي بكر الصديق وقال: مروا أبا بكر فليصلِ بالناس، وقال يأبى الله والمسلمون إلاّ أبا بكر، وقال الصحابة رضيه رسول الله لديننا ألا نرضاه لدنيانا؟! فبايعه الصحابة واتفقوا على بيعته رضي الله عن الجميع وفي آخر حياة الصديق رضي الله عنه عهد بالخلافة لمن رآه أهلا لذلك وخير الموجودين على الأرض ألا وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعا الصديق له بالخلافة فوافقه المسلمون وبايعوه خليفة لهم ولما استُشهد عمر رضي الله عنه أوصى بالأمر لستة نفر من أصحاب رسول الله ممن مات وهو عنهم راض وعن الستة جعلوا أمرهم إلى اثنين، ابن عوف وعثمان رضي الله عنهما ، فاتفق المسلمون على بيعة عثمان بن عفان خليفة للمسلمين، وهكذا سار ملوك الإسلام في العهد الأموي والعهد العباسي على هذا المنوال العظيم. وهذه البلاد السعودية المباركة سارت على المنهج القويم منذ الدولة الأولى كان الإمام محمد بن سعود رحمه الله ثم عهد بالأمر إلى ابنه عبدالعزيز ثم عهد إلى ابنه سعود وهكذا توالت هذه الأمور والملك عبدالعزيز رحمه الله لما انتهى من تأسيس هذه المملكة عُهد بالملك من بعده إلى ابنه سعود ثم فيصل بن عبدالعزيز. وبعد رحيل سعود بن عبدالعزيز بايع المسلمون فيصل بن عبدالعزيز ملكا لهم، وبعد ذلك عهد فيصل لخالد بن عبدالعزيز لولاية العهد، ثم بايع المسلمون خالد بن عبدالعزيز وليا لأمرهم وفهد بن عبدالعزيز ولي عهده، ثم بايع المسلمون أيضا عبدالله بن عبدالعزيز وسلطان ولي عهده، وهكذا سار المسلمون على هذا المنوال. وخادم الحرمين وفقه الله وبارك في عمره وعمله من حرصه على الأمة وشفقته عليهم ورحمته بهم وإدراكا منه بالأمر المهم رأى أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز هو أولى الناس بهذه المسؤولية فنحن مطيعون وسامعون جميعا، مطيعون لأنها بيعة شرعية ولا يجوز نكثها ولا التشكك والتلكؤ فيها، بل هي بيعة شرعية واجب على كل مسلم الالتزام بها. صاحب السمو: أوصي نفسي وأوصيك بتقوى الله فإنها وصية الله للأولين والآخرين «ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله»، «كن مع الله يكن الله معك توكل عليه بالتكبير واستعن به والجأ إليه في كل الملمات»، «واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين». سل الله التوفيق والسداد والعون في كل الملمات فإن الله قريب «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني»، فالجأ إلى ربك في كل أمورك واستعن بربك، أسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك ويهيئ لك البطانة الصالحة تذكرك إذا نسيت وتعينك إذا ذكرت، وأن يرحم سلطان بن عبدالعزيز وليغفر له ويجزيه عن الإسلام وعن المسلمين خير الجزاء، وأن نعرف قدر ومكانة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي رافق أخاه في رحلته العلاجية الطويلة ورافقه بإخلاص ومحبة ووفاء وهذه جميلة ينبغي أن نشكره عليها ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله. أسأل الله أن يوفق الجميع ويرحم أموات المسلمين ويبقي لهذه الأسرة فضلها ومكانتها، فإن الأمة دعت للأسرة الكريمة بالفضل والعرفان فقد تعاقبت حكاماً على هذه الجزيرة كما يقال ويذكرون فأرجو الله أن يوفقهم وأن يجعل خلفهم يعقب سلفهم على حسن حال إنه على كل شيء قدير وصلى الله وبارك على عبده ورسوله محمد.