خلق الله هذه الدنيا لتكون دار ممر وليس دار مقر، وجعل الناس فيها عابرين ما يلبثون أن يغادروها مفارقين لها، وإذا كان الأغلبية العظمى من الناس الذين يغادرون الدنيا، يغيبون عنها بمجرد رحيلهم، فإن هناك فئة من الناس الذين لا يغيبون وإن غادروا، يبقون حاضرين مهما طالت مدة رحيلهم وغابت أجسادهم، هم يحيون بآثارهم النبيلة ومآثرهم الحميدة التي خلفوها وراء ظهورهم، فخطت خلود ذكرهم في القلوب وعلى الألسنة. هذه الحقيقة نراها متجسدة أمامنا في سير بعض الناس العظام الذين سبقونا إلى الآخرة، لكنهم بقوا أحياء معنا كأن لم يغادرونا لحظة، نحس بهم ونستشعر وجودهم بما تركوه لنا من الأعمال العظيمة نجني ثمرها من حصاد جهودهم. صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله، واحد من أولئك العظام، غاب عن دنيانا ولكن لم يغب عنا، غادر مجلسه لكن آثاره لم تغادر، هي آثار كبيرة وعديدة، خالدة في سجلات التاريخ، راسخة في ذاكرة الناس. مآثر الأمير سلطان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، تنتشر في جوانب متعددة في بلاده وخارجها، قد كان بالغ السخاء في الإنفاق على ما ينفع الناس والبشرية عامة. ولعل من أبرز مآثره إنشاء المؤسسات الخيرية الرائدة في مجال العمل الإنساني، وتأسيس مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية للإسكان التي نفذت مشاريع إسكان خيري في جنوب وشمال المملكة، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية، الذي يقدم خدمات الاتصالات الطبية والتعليمية من خلال تطبيق تقنيات متطورة لنقل البيانات الطبية وخدمات التعليم عن بعد. وفي مجال تعزيز العلم والمعرفة رعى سموه عددا كبيرا من كراسي البحث والبرامج العلمية في الجامعات مثل كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة الملك سعود، وكرسي جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه في جامعة الملك سعود، وكرسي مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة الملك سعود والكرسي العلمي للأقليات الإسلامية في جامعة الملك عبدالعزيز وكرسي الأستاذية لأبحاث الطاقة والمياه في جامعة الأمير محمد بن فهد. وعلى مستوى البرامج العلمية خارج المملكة هناك برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في منظمة اليونسكو، برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز للتعاون الأكاديمي والثقافي مع جامعة اكسفورد، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للدراسات العربية والإسلامية في جامعة بيركلي بكاليفورنيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومركز الملك عبدالعزيز لدراسات العلوم الإسلامية في جامعة بولونيا في إيطاليا. تغمد الله بواسع رحمته فقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته وأثابه عن خدمته للوطن وأهله أحسن الثواب. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة