شدد مدير عام هيئة المدن الصناعية الدكتور توفيق الربيعة على أن الأزمة المالية العالمية لم تؤثر إطلاقا على الطلب المتزايد على الأراضي الصناعية. وقال في حوار أجرته معه «عكاظ» إن الهيئة تعمل على الخطة التي ستمكنها من الوصول إلى 40 مدينة صناعية بعد خمس سنوات، لافتا إلى أن مشروع تطوير مدينة جدة الصناعية الثانية سينتهي في بداية الربع الأول من العام المقبل. وشدد على أن الهيئة نجحت في استقطاب القطاع الخاص ليصبح مستثمرا قويا في المدن الصناعية لتشغيل وتطوير المرافق والخدمات المساندة واللوجستية. وأكد العمل على مشاريع إضافية في مختلف مناطق المملكة لتحقيق تنمية متوازنة، مشددا على أن الهيئة لا تقبل أن تكون الأرض عائقا أمام أي مستثمر صناعي، خصوصا أننا نحلم أن تكون المملكة دولة صناعية متقدمة.. وفي ما يلي وقائع الحوار: • حقق الاقتصاد السعودي نجاحات متلاحقة رغم الأزمة المالية العالمية التي أثرت على معظم دول العالم، ولكن هل أثرت هذه الأزمة سلبا على الطلب على الأراضي الصناعية، وكيف ترون الخطوات التي قطعتها المملكة في القطاع الصناعي؟ الحمد لله لم يتأثر الطلب على الأراضي الصناعية بالأزمة المالية العالمية، فالإقبال عليها يفوق ما كان في الأعوام السابقة. وبالتالي فإننا نرى أن سعي الدولة إلى جعل الصناعة الخيار الاستراتيجي لتنويع مصادر الدخل وتوفير الفرص الوظيفية للمواطنين وتوطين الصناعة واستقطاب التقنيات الحديثة، تمثل كلها خطوات مهمة في طريق تنمية القطاع الصناعي السعودي. • استخدام التقنية المتطورة في المدن الصناعية والخدمات وتسخيرها لخدمة التنمية أصبحت من الأولويات، فما هي أبرز إنجازات الهيئة في هذا الإطار؟ سعت الهيئة إلى استقطاب الشركات العالمية المتخصصة لإنشاء مصانعها في المدن الصناعية وهي تحرص على توطين التقنيات الحديثة ونقل المعرفة لتطوير الصناعات المحلية، وبالفعل هناك مشاريع صناعية قائمة أو تحت التأسيس تمتلك التقنية المتطورة، وعلى صعيد تطوير المرافق والبنية التحتية عملنا على تطوير مرافق الاتصالات وتقنية المعلومات في المدن الصناعية لتقديم خدمات اتصال عالية السرعة، وأطلقنا مشروعا بمسمى خدمات المدن الذكية ودشنا الخدمة قبل سنتين، واستفادت منها المصانع، كما حولنا المعاملات الداخلية في الهيئة إلى النظام الآلي، فمن تقديم الطلب عبر موقع الإنترنت إلى متابعة العقود والتحصيل إلى نظم المعلومات الجغرافية كذلك وفق أحدث التقنيات ما سهل على العملاء الحصول على الخدمات وبسرعة عالية. المدن الجديدة • ما هي المدن الجديدة التي وقعت الهيئة عقود تطويرها؟ لدينا 12 مدينة صناعية تحت التطوير وهي: سدير، الخرج، شقراء، الدمام 3، جدة 3، حفر الباطن، الأحساء 2، القصيم 2، الباحة، الرياض 3، الزلفي، وجدة 2. • وماذا عن مشاريع توسعة المدن الحالية؟ هناك مشاريع لتوسعة المدن الصناعية في المدينةالمنورة، الدمام الثانية، عسير، حائل، وقريبا سنعمل على توسعة الخرج وسدير. • ما مساحة هذه المدن ومشاريع التوسعة؟ في الواقع تخطط «مدن» للوصول إلى 40 مدينة صناعية في العام 2016، بإجمالي مساحة 160 مليون متر مربع، وهي تعادل ثلاثة أضعاف ما جرى تطويره خلال الأربعين عاما الماضية من تاريخ تطوير المدن الصناعية التي تشرف عليها الهيئة. وهذا ناتج عن الدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير الصناعة في المملكة، ولا شك أن هذه المشاريع أسهمت في فك أزمة كبيرة على طلب الأراضي الصناعية. • ماذا عن تطوير المدينة الصناعية الثالثة في جدةوالمدينة الصناعية الثالثة في الدمام، وماذا تتضمن أعمال التطوير؟ تطوير المدينة الصناعية الثالثة في جدة بمساحة 20 مليون متر مربع، وبتكلفة قدرها 277 مليون ريال، يشمل تطوير أعمال شبكة الطرق والأرصفة والخطوط الرئيسية لشبكة الإنارة والكهرباء وشبكة السيول، وتجهيز مسارات الخدمات، ومدة تنفيذ المشروع 24 شهرا. كذلك المدينة الصناعية الثالثة في الدمام والتي تبلغ مساحتها الإجمالية 48 مليون متر. تطوير صناعية جدة • ما الذي حصل في تطوير وتخصيص المدينة الصناعية الثانية في جدة؟ قطعنا شوطا كبيرا في مشاريع تطوير المدينة الصناعية الثانية في جدة ومن المتوقع الانتهاء منها في الربع الأول من العام المقبل. ولمواكبة الطلب على الأراضي الصناعية خصصنا الأراضي بالتزامن مع تطوير المدينة الصناعية، وهناك أكثر من ثلاثين مشروعا صناعيا تحت التنفيذ وبعض هذه المشاريع ستبدأ الانتاج خلال الأسابيع القليلة المقبلة. • هل هذا يعني أنكم عالجتم مشكلة عدم توفر الأراضي الصناعية في جدة؟ - نعم عالجنا الشح السابق بتوفير أراض صناعية في جدة الثانية، والآن طرحنا جدة الثالثة، وكل المدن الجديدة والتوسعات المذكورة حققت وفرة في الأرضي الصناعية، ونحن نعمل على مشاريع إضافية في مختلف مناطق المملكة لتحقيق تنمية متوازنة، ولا نريد أن تكون الأرض عائقا أمام أي مستثمر صناعي، خصوصا أننا نحلم أن تكون المملكة دولة صناعية متقدمة. تأهيل المدن القديمة • كثير من المدن الصناعية بني قبل أكثر من 30 عاما، فهل هناك اتجاه لدى الهيئة لتأهيلها؟ لدينا مشاريع كبيرة لتأهيل المدن الحالية، ففي المدينة الصناعية الأولى في جدة لدينا مشاريع إعادة تأهيل بقيمة تتجاوز 100 مليون ريال، وفي الرياض الثانية لدينا مشاريع بقيمة 80 مليون ريال، وفي الدمام الثانية لدينا مشاريع تتجاوز 100 مليون ريال. وهناك مشاريع إعادة تأهيل أخرى للمدن الصناعية في المدينةالمنورة ومكة والدمام الأولى والأحساءوالقصيم وحائل وعسير. • من أبرز أهداف الهيئة العمل على إنشاء بنيات تحتية متكاملة وتقديم الخدمات من مياه وشبكة اتصالات متقدمة وأمن صناعي ومجمعات سكنية وغيرها. إلى أي مدى نجحت الهيئة في تحقيق ذلك؟ رغم التحديات وقلة الموارد الذاتية نجحت الهيئة في تحقيق أهدافها فمشاريع المياه (محطات معالجة وتمديد شبكات) نفذت ونسبة الإنجاز في بعض المدن تصل إلى 40 في المائة. أما شبكات الاتصال المتقدمة فدشناها العام الماضي، فيما دشنا خدمات الأمن الصناعي قبل سنتين وطورناها العام الماضي، وهي الآن تقدم في كل المدن الصناعية. أما بخصوص المجمعات السكنية والتجارية فقد نجحت الهيئة في استقطاب القطاع الخاص لإنشاء مشاريع بنظام حق الانتفاع BOT، وهناك مجمعات تحت الإنشاء في الرياضوجدةوالمدينةالمنورة وقريبا في الدمام. الكفاءات البشرية • يمثل العنصر البشري حجر الزاوية لتنفيذ الخطط والبرامج وتحقيق التطلعات. كيف ترون واقع الموارد البشرية في الهيئة وهل تعمل على تدريب وتأهيل وتطوير قدرات منسوبيها لمواكبة عمليات التطوير المتلاحقة؟ استقطبت الهيئة كفاءات وطنية متميزة، فخلال ثلاث سنوات زاد عدد الموظفين من 40 إلى ما يقارب 200 موظف مؤهلين ومتخصصين على مستوى عال، والهيئة اهتمت بتدريبهم وتطوير قدراتهم من خلال التدريب على رأس العمل بالتعاون مع جهات عالمية متخصصة ونظمت عددا كبيرا من الدورات وورش العمل، وهناك خطة تدريبية بنيت وفقا للاحتياجات التدريبية والخطط التطويرية. والكفاءات البشرية في الهيئة أثبتت تميزها فهي تدير مجموعة كبيرة من المشاريع التطويرية وحققت الكثير من النجاحات في زمن قياسي. • هل استفاد الشباب السعوديون من الحوافز ومن القنوات الاستثمارية الجديدة؟ تدعم الهيئة الشباب ومشاريعهم المتوسطة والصغيرة وتتيح لهم الأراضي الصناعية، وعملت على إعداد فرص صناعية لإنشاء مصانع في المدن الجديدة، وعلى الشباب السعي لدى الجهات التمويلية للحصول على التمويل اللازم، فهذه القنوات متاحة لهم وعليهم الاستفادة منها. • ما أبرز مشاريع وخطط وبرامج وأنشطة الهيئة؟ هناك الكثير من الخطط لدى الهيئة ولكن أبرزها التوسع في إنشاء المدن الصناعية، فالهيئة لديها الآن 20 مدينة وتعمل على زيادتها إلى 40 بمساحة تصل إلى 160 مليون متر مربع، وتأهيل وصيانة المدن القائمة واستكمال توفير المرافق والخدمات الأساسية. إضافة إلى استقطاب القطاع الخاص لتقديم الخدمات المساندة واللوجستية مثل المستودعات النموذجية وخدمات الشحن والمجمعات السكنية والتجارية، والحصول على حوافز إضافية للمدن الصناعية في المناطق الأقل نموا. معايير التخصيص • ما هي معايير تخصيص الأراضي في المدن الصناعية والإجراءات التي يجب اتباعها من قبل المستثمرين والصناعيين للحصول عليها؟ للحصول على أرض يتقدم المستثمر عبر موقع الهيئة على الإنترنت من خلال تعبئة الطلب، ثم يجري فريق من الهيئة مقابلة مع المتقدم لتحديد متطلباته ومن ثم يجري تخصيص الأرض. بعد ذلك تتابع الهيئة تنفيذ المشروع خلال مدة معينة وفي حالة عدم التنفيذ تسحب الأرض وتخصص لمستثمر آخر. • تفيد بعض المصادر أن الهيئة حققت زيادة إيرادات بلغت نسبتها 15 في المائة العام الماضي، لتصل إلى أكثر من 174 مليون ريال فهل تتوقعون زيادة في إيرادات الهيئة عند بدء تشغيل مشاريع حق الانتفاع (BOT) الهادفة إلى مشاركة القطاع الخاص في مشاريع الهيئة؟ بالتأكيد هناك نمو كبير في الإيرادات حيث نجحت الهيئة في استقطاب القطاع الخاص لتنويع مصادر الدخل، وأصبح القطاع الخاص مستثمرا قويا في المدن الصناعية لتشغيل وتطوير المرافق والخدمات المساندة واللوجستية، وكل هذه الإيرادات سيعاد الاستفادة منها في تشغيل وتطوير مدن صناعية جديدة.