جاءت لائحة الانضباط الجديدة التي أقرها الاتحاد السعودي لكرة القدم مخيبة لآمال جميع المنتمين للوسط الرياضي السعودي بشكل عام، ففي الوقت الذي كانت فيه الأندية ومنسوبوها ينتظرون لائحة مثالية تعتمد على الوضوح والعدل والمساواة، تفاجأ الجميع بلائحة تزيد من الأعباء المادية على كاهل الأندية السعودية، وكل من ينتمي لها، وذلك بفرض غرامات مالية كبيرة على الأندية ومنسوبيها، بالإضافة إلى أن الكثير من بنود اللائحة الجديدة حملت الكثير من علامات الاستفهام التي بحاجة إلى إجابات لها، وفي ظل الجدل القائم حاليا حيال هذه اللائحة قامت «عكاظ» باستطلاع آراء المنتمين للوسط الرياضي عن هذه اللائحة الجديدة فخرجت بهذه المحصلة: ملاحظات كثيرة في البداية، استغرب رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد، تجاهل آراء الأندية في لائحة الانضباط الجديدة التي أقرت أخيرا، مشيرا إلى أنه تم تبليغ الأندية فقط عن هذه اللائحة، وقال: للأسف الشديد تمت كتابة ملاحظاتنا على هذه اللائحة في اثنتي عشرة صفحة ولكن للأسف لم يؤخذ بكل الملاحظات التي قدمناها حول هذه اللائحة، مضيفا أنهم طلبوا من الأندية آراءها حول اللائحة وعندما تم تقديم تلك الآراء لم يتم الالتفات لها. وتطرق رئيس الهلال إلى العقوبات المفروضة على اللاعبين خلال المباريات الودية، وقال يبدو أن هذا البند منقول حرفيا من لائحة الاتحاد الدولي لكرة القدم للمباريات الودية للمنتخبات فهل يعقل تطبيق هذه العقوبات على الأندية المحلية في مبارياتها الودية. وأضاف «أستغرب الصلاحيات المطلقة لرئيس لجنة الانضباط فهذا الشيء غير مبرر» وتعجب «هل يعقل أن اللاعب الذي يخرج الكرة بيده من المرمى يغرم بمبلغ عشرين ألف ريال؟ هذا القرار ليس له أي علاقة بلائحة الانضباط ولا يوجد في أي دوري في العالم فهذا قانون غريب جدا»، واعتقد أن الحل للخروج من أزمة هذه اللائحة الجديدة هي سرعة عقد ورش عمل بين رئيس لجنة الانضباط ورؤساء الأندية أو من يمثلهم للخروج بصيغة مرضية للجميع والوصول لحل وسط بين الأندية ولجنة الانضباط. وأضاف «للأسف نجد أن هناك عقوبات مالية كبيرة على الأندية ومنسوبيها في حال ارتكاب المخالفات وهذا الأمر يثقل كاهل الأندية كثيرا، وبالأخص الأندية التي لا تملك رعاة ولا مصادر دخل ثابتة فكل ما نرجوه إعادة النظر مجددا في بنود هذه اللائحة حتى لا تتضرر الأندية ومنسوبوها. استنزاف أموال الأندية واعتبر رئيس الشباب خالد البلطان أن اللائحة الجديدة للجنة الانضباط جيدة من حيث الصياغة والترتيب، وتكاد تكون أفضل لوائح أصدرها الاتحاد السعودي، ولكن عندما عرضت علينا هذه اللائحة أبدينا الكثير من الملاحظات عليها وتم إرسال ملاحظاتنا في 15 صفحة وقد أخذ ببعض الملاحظات ولكن الكثير من ملاحظاتنا للأسف لم يتم الأخذ بها. وأضاف «أعتقد أن الأمور المالية في هذه اللائحة مبالغ فيها بشكل كبير وينظر لها الكثير من منسوبي الأندية على أنها تبحث عن جباية الأموال من الأندية أكثر من تطبيق النظام، بالإضافة إلى أنه في اللائحة السابقة عند الحصول على ستة كروت أثناء المباراة يتم دفع غرامة قدرها ستة آلاف ريال وفي لائحة الاتحاد الآسيوي ألف دولار، أما في اللائحة الجديدة فالعقوبة تمت مضاعفتها عشر مرات لتصبح ستين ألف ريال، فكيف تستطيع أندية الدرجة الأولى والثانية دفع هذه المبالغ الكبيرة. وأضاف «هل يعقل أن يتم إيقاف اللاعب بعد حصوله على إنذارين فالأندية تدفع مئات الملايين في هؤلاء اللاعبين فكيف يحرم النادي من لاعبيه بينما نجد أن في الدوري الإنجليزي يتم الإيقاف بعد خمسة إنذارات» وقال «هناك فقرة عجيبة في هذه اللائحة وهي أن اللاعب غير المؤهل الذي يشارك فريقه في مباراة ودية يعتبر فريقه خاسرا للمباراة فهل يعقل تطبيق هذه العقوبة على لاعب يشارك فريقه في مباراة ودية» وتابع «هناك تباين كبير بين عقوبة الضرب والبصق فمن يقوم بالاعتداء على مسؤولي المباراة يوقف ستة أشهر ويغرم ثمانين ألف ريال بينما من يقوم بالبصق يوقف عاما ويغرم مائة وعشرين ألف ريال». واختتم حديثه بأن اللائحة الجديدة ضيقت كثيرا على أمر الاستئناف، بالإضافة إلى إعطاء الصلاحية الكاملة لرئيس لجنة الانضباط وأعتقد أن هذا القرار بحاجة إلى مراجعة. غير نظامية من جانبه، أكد القانوني محمد الدويش أن لائحة الانضباط الجديدة غير قانونية، ولا يحق للجان الاتحاد السعودي لكرة القدم أن تعاقب بموجبها، لأنه حسب النظام الأساسي للحكم وفي المادة الثامنة والثلاثين من هذا النظام أنه لا يجوز العقوبة إلا بنص فهل من المعقول أن تتم معاقبة الأندية ومنسوبيها بلائحة موضوعة من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم، فهذه اللائحة غير نظامية من الأساس، والمخجل أن القانونيين العاملين في الاتحاد السعودي لكرة القدم صامتون لأن من مصلحتهم تطبيق هذه اللائحة. وأضاف «هذه اللائحة غير نظامية، ولو أن جميع الأندية قامت برفع شكوى ضد هذه اللائحة في ديوان المظالم لأسقط ديوان المظالم هذه اللائحة بأمر النظام، ولكن إذا أردنا الحديث عن هذه اللائحة وبنودها فنجد أن فيها الكثير من المخالفات، فعلى سبيل المثال نجد أن عقوبات الإيقاف بالبطاقات الصفراء تتعارض تماما مع نظام الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالإضافة إلى أن مضاعفة الغرامات على الأندية بهذا الشكل المبالغ فيه انحراف باللائحة عن هدفها الأساسي من الردع إلى جباية الأموال من الأندية في المقام الأول، فللأسف بدلا من دعم الأندية ماديا نجد أنه بموجب هذه اللائحة سيتم إضعاف الأندية ماديا، فهذه اللائحة ستسهم بشكل كبير في ترك الكثير من مسؤولي الأندية للوسط الرياضي لأنها تقوم بعملية استنزاف كبيرة لمصادر دخل الأندية إن وجدت هذه المصادر من الأساس. 90 % منها منسوخ من جهته، أكد القانوني فهد بارباع أن ما نسبته 90 في المائة من هذه اللائحة منسوخ ومترجم حرفيا من لائحة الانضباط الدولية، وليس لنا أي دور في بلورة وتطوير مواد اللائحة سوى في بعض الإضافات الخاطئة من وجهة نظري وهي المواد الخاصة بالغرامات المالية على الإساءات في الإعلام، فلم تنص لائحة الانضباط الدولية على ذلك ولم يستثن نظام المطبوعات والنشر ولائحة النشر الإلكترونية الأندية ومسؤوليها والمنتسبين لها والحكام ووكلاء اللاعبين من الخضوع لها بل شمل جميع المواطنين والمقيمين في المملكة، وبالتالي لا صلاحيات للجنة الانضباط عليها ولا أعلم كيف وافقت الفيفا على إدراج هذه المواد في اللائحة ونتمنى أن يوضح الاتحاد السعودي لكرة القدم للوسط الرياضي النقاش الذي يدور حيال هذه المواد، وما هي الأسباب المقنعة التي جعلت الفيفا يوافق على إضافتها رغما عن وجود جهة مختصة في الدولة. وأضاف «هناك العديد من الملاحظات حيال هذه اللائحة منها ما يتعلق ببعض المواد التي خالفت نظيرتها في اللائحة الدولية إلا أن المستغرب في هذه اللائحة هو أن أول صفحة منها برزت لنا أسماء من قاموا بإعداد هذه اللائحة ولم أر نظاما أو قانونا يصدر أو يعلن أسماء من قاموا بإعداده بل تتم مثل هذه الحالات في حال كانت اللائحة مشروعا ولم تعتمد بعد، أما حين الاعتماد فمن المفترض ألا تحتوي على مسميات لأي شخص لأن الأنظمة واللوائح للمجتمع وليس للأشخاص». إشادة الفيفا تكفي من جانبه، أكد أحمد صادق دياب المتحدث الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم أن لائحة الانضباط الجديدة التي أقرت أخيرا تم عرضها على جميع الأندية السعودية دون استثناء، وأبدت تلك الأندية ملاحظاتها حيال تلك اللائحة وتم الأخذ بتلك الملاحظات، ولن يكون هناك أي تعديل على هذه اللائحة لأنه تم اعتمادها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم بل إن «الفيفا» أثنت على هذه اللائحة وطلبت من الاتحاد الآسيوي تطبيقها على جميع الأندية الآسيوية. أبعدوا المندسين من جانبه، أكد رئيس نادي الأنصار محمد بهاء نيازي، أن إمكانات نادي الأنصار لا تحتمل الكثير من الغرامات التي أقرت في هذه اللائحة، وهي غرامات مالية كبيرة على ميزانية الأندية التي تملك عقود رعاية فكيف بالأندية التي لا تملك مصادر دخل ثابتة مثل نادي الأنصار؟، فكل ما نتمناه أن تتم إعادة النظر في بنود هذه اللائحة، وبالأخص فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على جماهير الأندية، فهل يعقل أن يدفع ناد مبالغ طائلة نتيجة سلوك فردي يحدث في المدرجات من قبل بعض الجماهير، فقد يكون بين الجماهير مندسون يريدون الإضرار بتلك الأندية فكيف يعاقب ناد بغرامة مالية كبيرة على فعل يحدث في المدرجات، بالإضافة إلى أن بعض البنود الأخرى في اللائحة بحاجة إلى تعديلات لكي تسطيع الأندية تأدية رسالتها تجاه الشباب بكل اقتدار.