من أكثر القطاعات الخدمية التصاقا بالمواطن، وأضعفها إمكانيات في مدينة الشملي في حائل فرع وزارة الصحة، ممثلة بمستشفى الشملي الصغير، الذي يبدو متهالكا يئن تحت وطأة قلة الإمكانيات التي لا تليق باحتياجات الأهالي، وافتقاره للكادر الطبي والفني، وانعدام تام للتخصصات كعيادة العيون والجلدية، وضيق قسم الطوارئ واختلاط النساء بالرجال في قسم غسل الكلى. يستقبل المستشفى عددا كبيرا من المرضى، تفوق طاقته وقدراته لخدمة نحو 50 ألف نسمة لا حلم لهم غير إنشاء مبنى يليق بمستشفى، ورفع سعته إلى 50 سريرا. يصف المواطن محمد العنزي مبنى المستشفى ب «المتهالك»، قائلا «تصيبني كغيري من السكان الذين لا غنى لهم عن هذا المرفق، نبرة حزن وشفقة على الأهالي في ظل تهالك المبنى الذي لا يصلح بأن يؤوي أطباء وممرضين يداوون جراح ومعاناة مرضى، وواقع حال المختبر يغني عن السؤال، إذ يشغل غرفة صغيرة لا تتجاوز عدة أمتار يلتصق بها ثلاث أسرة متجاورة يتزاحم المرضى بها جميعا من النساء والرجال، ولا يفصلها سوى ساتر بأنبوبين. من خلال جولة «عكاظ»، رصدنا المستوى المتدني لقسم التنويم الذي يعج بالكثير من المرضى المتكدسين في غرف لا تليق بهم، واعتبر عيد صالح العنزي أن عدم وجود عناية مركزة في المستشفى شيء خطير جدا، لا سيما أن الشملي تقع على خط دولي وتكثر به الحوادث المرورية التي يتم نقلها إلى المستشفى العام، مما يضطر إلى تحويل المصابين إلى حائل، رغم بعد المسافة، كما يؤكد كل من سلمان فالح وسعود الجريد على أهمية توافر أخصائي قلب، وعيون وجلدية، إذ يتكبد الكثيرون عناء السفر للعلاج. ويحكي المواطن وليد العنزي تكبده عناء ومشقة السفر أسبوعيا إلى مستشفى الملك خالد في حائل، قاطعا مسافة 400 كلم ذهابا وإيابا من أجل معالجة ابنته التي تعاني من التهابات في العين، في ظل عدم وجود عيادة للعيون. مرتادو قسم غسل الكلى يعانون الأمرين من المرض من حيث قلة الإمكانيات المتوافرة، إذ أن حجم الغرفة صغير، إضافة إلى أنها مشتركة بين الرجال والنساء، ولا يفصل بينهم سوى ستارة بمسافة ربع متر، مما تسبب في تذمر بعض النساء المصابات بالفشل الكلوي. «عكاظ» اتصلت بالناطق الإعلامي في صحة حائل ناصر السعدون قبل أسبوع، ووعد بالرد حول هذه المعاناة خلال ساعة، إلا أنه لم يتجاوب حتى تاريخه.