تتجه المواجهات بين قوات النظام اليمني والمسلحين القبليين الى التصعية، إذ أسقط مسلحون أمس طائرة حربية من نوع «سوخوي 22» في أرحب، وهز انفجار عنيف مقر قيادة معسكر الأمن المركزي في العاصمة صنعاء. وحمل مصدر عسكري رسمي في بيان «ميلشيات» المعارض عبد المجيد الزنداني، اللواء المنشق على محسن الأحمر، القيادي في التجمع الوطني للإصلاح حميد الأحمر والنائب البرلماني منصور الحنق مسؤولية حادث إسقاط الطائرة التي كانت في مهمة اعتيادية وما يترتب عليه من تبعات. وكذلك ما تتعرض له المعسكرات وأفراد القوات المسلحة والأمن من «اعتداءات» في كل من أرحب، نهم وبني حشيش. وأفادت مصادر معارضة أن المضادات الأرضية لمسلحي قبيلة أرحب أسقطت الطائرة في بيت عذر أثناء قصفها لقرى القبيلة، لافتة إلى أنه كان يقودها النقيب الطيار توفيق الضبري، وأقلعت من قاعدة محمد الديلمي الجوية في صنعاء . وذكر شهود عيان أنه تم العثور على قائد الطائرة حيا في المنطقة وبات في أيدى المسلحين القبليين فيما اشتعلت النار في حطام الطائرة. بدوره، حذر نائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي أمس، من اندلاع حرب أهلية في البلاد، وإنهاء الحلول السلمية والمبادرة الخليجية. وقال هادي خلال لقائه أمس، مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي: «إن مواجهات الأحد الماضي تشكل تهديدا مباشرا للوضع بشكل عام وإذا انفجر الوضع تنتهي المبادرة الخليجية والحلول السلمية، وتدخل اليمن بذلك مرحلة خطورة الحرب الأهلية»، معتبرا اللقاء مع السفراء فاتحة خير في الطريق إلى التنفيذ العملي للمبادرة الخليجية. يأتي ذلك في وقت تواصلت مظاهرات المناوئين للسلطة، احتجاجا على ما وصفوه ب «عنف النظام»، إذ شهدت أمانة العاصمة خروج تظاهرة حاشدة من ساحة التغيير مرورا بشارع القيادة وتقاطع سبأ والإدارة المحلية وشارع تونس. من جهة أخرى، هز انفجار عنيف البارحة الأولى مقر قيادة معسكر الأمن المركزي اليمني في شارع حدة في العاصمة صنعاء اثر تهديدات أطلقها يحيى محمد صالح نجل الأخ الشقيق للرئيس اليمني بقطع رواتب الفرقة الأولى مدرع المؤيدة لمطالب المحتجين الذين ينادون بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح. وأوضح مصدر أمني أن الانفجار الذي وقع نتيجة سقوط قذيفة هاون على المعسكر تسبب في جرح أربعة جنود كانوا في ميدان التدريب. وقال شهود عيان إن عددا من العربات المحملة بالعتاد العسكري والجنود، غادرت المعسكر عقب الانفجار مباشرة من دون أن تعرف وجهتها، مشيرين إلى أنها توزعت في عدة جهات من صنعاء. واتهم المصدر الأمني اللواء المنشق علي محسن صالح الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع بالوقوف وراء استهداف المعسكر، وقال «إن الحادث وقع بعد تهديد من اللواء المنشق». ويأتي هذا التطور عقب تهديدات أطلقها قائد المعسكر يحيى محمد صالح طالب فيها «إعادة هيكلة الفرقة الأولى مدرع، وتعيين قيادة جديدة لها ودعوة جنودها وضباطها للانضمام للقيادة الجديدة، وإيقاف المستحقات المالية والمادية عن القيادة المعزولة». وقال صالح الصغير «لقد جندت قيادة الفرقة الكثير من شباب الإصلاح (الإخوان المسلمون)، والمتطرفين فيها خارج لوائح القانون العسكري، وسخرت سلاح الدولة والمؤسسة العسكرية لدعم الصراعات السياسية، والآن تنشر آليات الجيش داخل الأحياء السكنية في صنعاء، وهي مبررات كافية لعزلها وإيقاف مستحقاتها ومحاكمتها».