ابتكر أهالي قرية الفراع البيض التابعة لمحافظة الليث طريقة للحد من حالات ضياع المسافرين على الطريق العام بإنشاء صناديق خشبية تحتوي على المياه ومشروبات الطاقة لتساعد المسافرين للوصول إلى وجهتهم، خاصة أن طريق القرية العام جبلي ووعر ولا يوجد فيه اللوحات الإرشادية، ما تسبب في ضياع الكثيرين وهلاك العديد من المسافرين الذين ضلوا طريقهم في الصحراء، وكان آخر هذه الحوادث وفاة متسلل من الجنسية الإثيوبية قبل عدة أيام في الصحراء. كما اعتاد أهالي القرية على رؤية الحوامل وهن يضعن مواليدهن على قارعة الطريق وقبل الوصول إلى مستشفى الليث الذي يبعد عن القرية ما يقارب 110 كلم، يجتاز خلالها المرضى والحوامل طريقا جبليا وعرا لا تعبره إلا سيارات الدفع الرباعي. يقول شاكر وجمال الفهمي، «تعاني القرية من غياب معظم الخدمات الأساسية والمشاريع التنموية، فهي بحاجة إلى إيصال التيار الكهربائي وإنشاء مركز صحي يخدم المرضى والحوامل، كما يجب صيانة الطريق العام وتزويده باللوحات الإرشادية حتى لا يتوه المسافرون في الصحراء». وأضافا: قام الأهالي بإنشاء صندقة خشبية في منتصف الطريق الواصل بالطريق العام، وزودوها بالمياه والدقيق والمعلبات؛ لتزويد المسافرين بالغذاء الذي يحتاجونه بعدما قضى العديد منهم عطشا لعدم معرفتهم بالطريق. وطالب مدير مدرسة المعتصم في الفراع أنور القرشي بصيانة الطريق بشكل دوري وتنفيذ مشروع للسفلتة، خاصة أن طول الطريق لا يتجاوز 44 كلم، مشيرا إلى أن المعلمين يعانون الوصول إلى المدرسة، ما يستوجب منحهم «بدل نائي» يوازي 30 في المائة من الراتب الشهري خاصة أن الطريق الذي يعبرونه وعر وصحرواي. وأضاف «كاد عدد من المعلمات أن يقضوا عطشا بعدما ضلوا الطريق إلى المدرسة ولم يستطعن الوصول إلى الطريق العام إلا بعد تدخل مدير التعليم، والذي أجرى اتصالا على الدفاع المدني الذي باشر إنقاذهن قبل فوات الأوان». وتتخوف المعلمات صالحة الصعب، راية الحاتمي، مريم الحسناني، مزنة المهداوي، وعرفة المسعودي من عبور الطريق الوعر للوصول إلى المدرسة، خاصة مع انعدام تغطية شبكة الهاتف الجوال وعدم وجود مرافق خدمية على الطريق. وأضفن: مبنى المدرسة متهالك والأسقف مخلوعة ينفذ منها الغبار والشمس وأحيانا تتعطل سيارتنا ونمكث ثلاث ساعات في الحر. المعلم حسن الفرساني يقول «اضطررت وزملائي المشي مسافة 11 كلم بعدما تعطلت سيارتي في الطريق، وكدنا أن نموت عطشا، وفي إحدى المرات علقت السيارة في السيل واضطررنا المشي 15 ساعة للوصول إلى المدرسة التي وصلنا إليها ونحن منهكون جدا». وطالب الجهات المعنية بالعمل على تزويد الطريق باللوحا ت الإرشادية وتنفيذ مشروع لصيانته دوريا، خاصة أن العديد من المعلمين والمعلمات والمسافرين يضلون طريقهم. وأشار عبدالله سريج الفهمي إلى أن العديد من النساء الحوامل يضعن مواليدهن على قارعة الطريق بسبب وعورة الطريق، وأضاف أصبحت النساء الحوامل يقمن في مكةالمكرمة أو الليث لحين موعد ولادتهن. وقال: يستأجر الأهالي الشيولات لفتح الطريق خلال هطول الأمطار، مطالبا الفرقة الخاصة في الليث التابعة لوزارة النقل بتمهيد الطريق دوريا أو تأمين شيول خاص للقرية، لافتا إلى تقديمه طلبا لوزارة النقل لصيانة الطريق برقم 178 في 28/5/1432ه، وآخر قدمه قبل 11 عاما، لكنه وجد وعدا ولم يجد تنفيذا. ويعتبر معيوف رجا أن المشكلة الأساسية في القرية تكمن في غياب مشروعات السفلتة للطريق العام الذي لايتجاوز طوله 44 كلم، وتقطعه السيارات خلال ساعتين لوعورة الطريق، وأضاف تحتجز السيول أهالي القرية وتقطعهم كليا عن العالم الخارجي. سريج الفهمي، طالب بإنشاء مركز صحي في القرية لعلاج المصابين بالأمراض الوبائية والوقاية من الأمراض المعدية ومتابعة حالات الحوامل، مشيرا إلى تبرع الأهالي بقطعة أرض لبناء مستوصف للقرية لكن وزارة الصحة لم تتجاوب معهم. ويرى مسعف عساف، حسن الفهمي، وشاكر الفهمي، أن معاناة القرية تنحصر في غياب التيار الكهربائي عن 12 منزلا يعيش سكانها في ظلام دامس، وأضافوا وعدتنا شركة الكهرباء بإدراج مشروع إنارة القرية ضمن خططها لعام 2011 لكننا لم نر عمودا واحدا يقترب من منازلنا. بدورها، أجرت «عكاظ» اتصالا بمدير إدارة الشؤون الهندسية في وزارة النقل المهندس حسن بن علي أبكر لأخذ رأيه حول معاناة سكان الفراع البيض إلا أنه اعتذر عن الإجابة بحجة وجوده في اجتماع، ووجه المحرر الاتصال على مدير إدارة الطرق والنقل في محافظة القنفذة المهندس عمر محمد باواكد الذي رفض التعليق عن الموضوع بحجة أنه غير مخول له بالتصريح، كما أجرت «عكاظ» اتصالا على مدير عام إدارة الطرق والنقل في منطقة مكةالمكرمة المهندس مفرح بن محمد الزهراني؛ للتعليق على الموضوع إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة.