رأى صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، أن الخطوة التي انتهجها نادي الباحة الأدبي بتخصيص جائزة سنوية من كل عام تعنى بالثقافة لتحفيز المبدعين لمزيد من العطاء في مختلف فروع الأدب مع إقامة الندوات والمحاضرات على هامش كل جائزة، هو جهد مبارك يعزز الجهود المبذولة نحو خدمة الأدب والثقافة في وسط هذا العالم الذي يشهد الكثير من المستجدات والمتغيرات وبعض التيارات التي تحاول النيل من ثوابت هوية الأمة العربية، مما يستوجب على مثقفي ومفكري الأمة التصدي لتلك المحاولات وحماية الثقافة العربية من التشويه أو التقليل من شأنها، وعلينا أن نتذكر بأن الله جل جلاله قد شرف اللغة العربية حين أنزل كتابه الكريم وآياته بلسان عربي. وأضاف في كلمة ألقاها الباحة أثناء رعايته حفل الجائزة الثقافية للنادي الأدبي في قاعة الأمير فيصل بن محمد ووضع حجر الأساس لمباني النادي الجديدة المزمع إنشاؤها في غابة شهبة على مساحة تزيد على عشرة آلاف متر مربع في مبنيين منفصلين للرجال والنساء تحتوي على قاعات ومسرح ومستودع والعديد من المرافق الملحقة «أبارك للفائزين حصولهم على جائزة نادي الباحة التي خصصت هذا العام لفرع الشعر، وأرجو أن تكون هذه الجائزة دافعا لتعزيز وتشجيع المواهب الشعرية». وثمن الأمير مشاري بن سعود ما تشهده الساحة من حراك شعري يعود إلى شاعرية الإنسان العربي المفطور عليها منذ القدم، ومذكرا بأن الشعر هو من أرق أنواع الأدب كونه يخاطب العواطف والأحاسيس مما يستدعي الارتقاء بذائقة المتلقي واستنبات مكارم الأخلاق والشيم في عقول الأجيال واستنهاض الهمم نحو استشراف المستقبل الوضاء. وكثيرة هي القصائد التي رحل عن الدنيا قائلوها من قرون وما زالت تتداولها الألسن لأنها تحمل معاني رفيعة وغايات نبيلة. وسجل أمير الباحة في ختام كلمته شكره وتقديره لرئيس نادي الباحة الأدبي وزملائه على حسن الإعداد والتنظيم لهذا اللقاء السنوي راجيا لثقافتنا العربية التوفيق لما فيه خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية، وأن تكون ثقافتنا رسالة حب وسلام لشعوب الأرض حامية لمكارم الأخلاق وفضائل الصفات. من جهته، نوه وكيل وزارة الثقافة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان بجهود نادي الباحة الأدبي واحتفائه بالشعر والشعراء، داعيا إلى أن يحظى الشعر خلال المشاركات الشعرية بالنقد والتحليل، وأن ترقى الأندية الأدبية للقيام بدورها في إثراء الأدب والثقافة في مختلف مجالاتها، ومثمنا لسمو أمير الباحة رعايته للحفل. وفي كلمة اللجنة المحكمة التي ألقاها الدكتور حافظ المغربي نوه بجهود نادي الباحة من خلال أنشطته المتعددة سواء ما يتعلق بالرواية التي تنظم في كل عام أو الشعر واستقطاب نخب أدبية وثقافية من مختلف دول العالم العربي، معتبرا الباحة ممثلة في ناديها الأدبي أنموذجا للنهوض بالمجالات الأدبية. وفي ختام اللقاء، كرم أمير الباحة الدكتور عبدالرحمن المحسني الفائز بالجائزة الأولى ومقدارها 40 ألفا، فيما حجبت جائزة المركز الثاني، وحاز المركز الثالث الدكتور محمد عبدالله الشدوي ومقدار الجائزة 20 ألف ريال، كما كرم الشاعر الراحل عبدالله بلغيث العمري رئيس لجان النشر والتأليف في النادي سابقا والداعمين للجائزة.