رعى صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة اليوم حفل جائزة نادي الباحة الأدبي الثقافية ، ووضع حجر الأساس لمشروع مباني النادي الجديدة ، وذلك بقاعة الأمير الدكتور فيصل بن محمد التعليمية بالباحة. وبدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى رئيس النادي الأدبي بالباحة كلمة رحب فيها بسمو أمير المنطقة وشكره على رعايته للحفل ووضع حجر الأساس منوهاً بدعم ومتابعة سموه لمختلف مناشط وفعاليات النادي طيلة أيام العام. بعد ذلك ألقى رئيس اللجنة المحكّمة للجائزة الدكتور حافظ المغربي كلمة أبرز فيها أهمية الجائزة التي تعمل على الدراسات النقدية لمختلف فنون الأدب لافتاً النظر إلى أن الجائزة ركزت في عامها الأول على مجال الشعر. عقب ذلك ألقيت قصيدة شعرية، ثم ألقى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان كلمة أكد فيها أن نادي الباحة الأدبي حينما اختار الشعر ونقده لملتقاه فقد اختار مجالاً رحباً من الفن الذي لا سقف للإبداع فيه مبدياً تطلعه في أن تكشف هذه الجائزة جماليات الشعر وأن تفتح المجال للدارسات المتصلة بهذه الجماليات للمقارنة والتحليل والنقد. وعدّ الدكتور الحجيلان الملتقى المصاحب للجائزة نموذجاً للأنشطة المفتوحة والثرية التي تنهض الأندية الأدبية بها خدمة للثقافة والرقي بأدواتها مشيداً برعاية سمو أمير المنطقة للجائزة وبما واكبها من حضور لشعراء وأدباء ومثقفين من داخل المملكة وخارجها. إثر ذلك تم الإعلان عن الفائزين بالجائزة وهم الفائز بالجائزة الأولى الدكتور عبدالرحمن المحسني عن بحثه (توظيف التقنية في العمل الشعري- شعراء منطقة الباحة نموذجاً ) ومقدارها أربعين ألف ريال , والفائز بالجائزة الثالثة ومقدارها عشرين ألف ريال للباحث الدكتور محمد عبدالله الشدوي عن بحثه (شعراء من الباحة بين الشكل والتأثير) , فيما حجبت الجائزتان الثانية والرابعة لعدم وجود أعمال تتوافق مع متطلباتها . بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز كلمة أعرب فيها عن سعادته وسروره برعايته للحفل وسط مشاركة نخبة من رموز الفكر والأدب في الوطن العربي مرحباً سموه بضيوف الجائزة من داخل المملكة وخارجها. وقال سموه ” من الأشياء التي تبعث على الفخر والاعتزاز لدى الإنسان العربي هي لغته التي هي لغة القرآن أفصح اللغات بياناً وأبلغها جمالاً وهي اللغة التي وهبت لناطقها مساحة واسعة من الإبداع والتبيان , فبحروفها وكلماتها يستطيع المبدع أن يلقى في السمع والوجدان سحر الكلام وبلاغة البيان”. وأرجع سموه ما برع فيه الأوائل في كثير من المعارف والعلوم وما واكب ذلك من ازدهار للأدب والشعر في صدر الإسلام إلى الملكات الإبداعية ورحابة اللغة العربية الخالدة التي معها استحقت أعمالهم الحفظ والتدوين في ذاكرة الزمن. وعدّ سمو أمير منطقة الباحة خطوة نادي الباحة الأدبي التي انتهجها بتخصيص جائزة سنوية من كل عام تعنى بالثقافة وتحفز المبدعين لمزيد من العطاء في مختلف فروع الأدب مع إقامة الندوات والمحاضرات عل هامش كل جائزة جهد مبارك يعزز الجهود المبذولة نحو خدمة الأدب والثقافة في هذا العالم الذي يشهد الكثير من المستجدات والمتغيرات وبعض التيارات التي تحاول النيل من ثوابت هوية الأمة العربية. وبارك سموه للفائزين حصولهم على جائزة نادي الباحة التي ُخصصت هذا العام لفرع الشعر راجياً سموه أن تكون الجائزة دافعاً لتعزيز وتشجيع المواهب الشعرية . وثمن سموه ما تشهده الساحة من حراك شعري يعود إلى شاعرية الإنسان العربي المفطور عليها منذ القدم , وقال ” الشعر هو من أرق أنواع الأدب كونه يخاطب العواطف والأحاسيس مما يستدعي الارتقاء بذائقة المتلقي واستنبات مكارم الأخلاق والشيم في عقول الأجيال , واستنهاض الهمم نحو استشراف المستقبل الوضاء”. وتمنى سموه في ختام كلمته أن تكون ثقافتنا العربية في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية وأن تكون رسالة حب وسلام لشعوب الأرض حامية لمكارم الأخلاق وفضائل الصفات , داعياً الله العلي القدير أن يديم على بلادنا أمنها وأن يحفظ لها قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. بعد ذلك تفضل سمو أمير منطقة الباحة بوضع حجر الأساس لمشروع مباني النادي الأدبي الجديدة التي تنشأ على مساحة تزيد عن عشرة آلاف متر مربع وتضم قاعة ثقافية كبرى للمحاضرات للرجال والنساء تتسع لأكثر من سبعمائة شخص إلى جانب مباني للمكاتب وصالات ترفية ومسرح أطفال وخيمة ثقافية وصالة اجتماعات ومسجد ومستودعات للكتب ومكتبة متكاملة ومباني خارجية. وفي ختام الحفل كرم سموه أحد شعراء المنطقة البارزين , كما كرم الجهات الداعمة والمساهمة في الجائزة , فيما تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة من مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي.حضر الحفل وكيل إمارة منطقة الباحة الدكتور حامد بن مالح الشمري ومدير شرطة منطقة الباحة اللواء محمد بن إبراهيم المحيميد وعدد من المسؤولين بالمنطقة وجمهور من محبي ومتذوقي الأدب والثقافة.