اعتبر أمير منطقة الباحة مشاري بن سعود بن عبدالعزيز تخصيص نادي الباحة الأدبي جائزة سنوية تعنى بالثقافة وتحفز المبدعين «جهد مبارك يعزز الجهود المبذولة نحو خدمة الأدب والثقافة في هذا العالم، الذي يشهد الكثير من المستجدات والمتغيرات وبعض التيارات التي تحاول النيل من ثوابت هوية الأمة العربية». وثمن الأمير مشاري، الذي وضع حجر الأساس لمشروع مباني النادي الجديدة، ما تشهده الساحة «من حراك شعري يعود إلى شاعرية الإنسان العربي المفطور عليها منذ القدم». وقال، في حفلة افتتاح الجائزة، مساء السبت الماضي: «إن الشعر من أرق أنواع الأدب كونه يخاطب العواطف والأحاسيس مما يستدعي الارتقاء بذائقة المتلقي واستنبات مكارم الأخلاق والشيم في عقول الأجيال، واستنهاض الهمم نحو استشراف المستقبل الوضاء»، متمنياً «أن تكون ثقافتنا العربية في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية، وأن تكون رسالة حب وسلام لشعوب الأرض حامية لمكارم الأخلاق وفضائل الصفات». فيما أوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان أن نادي الباحة الأدبي «حينما اختار الشعر ونقده لملتقاه، فقد اختار مجالاً رحباً من الفن الذي لا سقف للإبداع فيه»، مبدياً تطلعه إلى أن تكشف هذه الجائزة «جماليات الشعر وأن تفتح المجال للدارسات المتصلة بهذه الجماليات للمقارنة والتحليل والنقد». واعتبر الحجيلان الملتقى المصاحب للجائزة «نموذجاً للأنشطة المفتوحة والثرية التي تنهض الأندية الأدبية بها، خدمة للثقافة والرقي بأدواتها»، مشيداً برعاية أمير المنطقة للجائزة «وبما واكبها من حضور لشعراء وأدباء ومثقفين من داخل المملكة وخارجها». ورحب رئيس النادي حسن الزهراني بأمير المنطقة وشكره على رعايته للحفلة ووضع حجر الأساس، منوهاً بدعم ومتابعته لمختلف مناشط النادي وفعالياته طيلة أيام العام. في ما أبرز رئيس اللجنة المحكّمة للجائزة الدكتور حافظ المغربي أهمية الجائزة، «التي تعمل على الدراسات النقدية لمختلف فنون الأدب»، لافتاً النظر إلى أن الجائزة «ركزت في عامها الأول على مجال الشعر». وجاء الفائز بالجائزة الأولى الدكتور عبدالرحمن المحسني عن بحثه «توظيف التقنية في العمل الشعري- شعراء منطقة الباحة نموذجاً» ومقدارها أربعين ألف ريال. وفاز بالجائزة الثالثة، ومقدارها عشرين ألف ريال، الدكتور محمد عبدالله الشدوي عن بحثه «شعراء من الباحة بين الشكل والتأثير». فيما حجبت الجائزتان الثانية والرابعة لعدم وجود أعمال تتوافق مع متطلباتها. ويتأسس مشروع مباني النادي الأدبي الجديدة على مساحة تزيد عن عشرة آلاف متر مربع، وتضم قاعة ثقافية كبرى للمحاضرات للرجال والنساء تتسع لأكثر من سبعمائة شخص، إلى جانب مباني للمكاتب وصالات ترفية ومسرح أطفال وخيمة ثقافية وصالة اجتماعات ومسجد ومستودعات للكتب ومكتبة متكاملة ومباني خارجية.