قال صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز: من الأشياء التي تبعث على الفخر والاعتزاز لدى الإنسان العربي هي لغته، التي هي لغة القرآن، أفصح اللغات بياناً وأبلغها جمالا.ً وهي اللغة التي وهبت لناطقها مساحة واسعة من الإبداع والتبيان، فبحروفها وكلماتها يستطيع المبدع أن يلقي في السمع والوجدان سحر الكلام وبلاغة البيان.. مرجعا سموه ما برع فيه الأوائل في كثير من المعارف والعلوم، وما واكب ذلك من ازدهار للأدب والشعر في صدر الإسلام إلى الملكات الإبداعية ورحابة اللغة العربية الخالدة، التي معها استحقت أعمالهم الحفظ والتدوين في ذاكرة الزمن.. معربا عن سعادته وسروره برعايته لحفل جائزة نادي الباحة الثقافية، وسط مشاركة نخبة من رموز الفكر والأدب في الوطن العربي، مرحباً سموه بضيوف الجائزة من داخل المملكة وخارجها في ربوع منطقة الباحة. د. الحجيلان: الجائزة نموذج للأنشطة المفتوحة الثرية التي تعزز الحركة الإبداعية وعد سموه خطوه النادي التي انتهجها بتخصيص جائزة سنوية من كل عام تعنى بالثقافة، وتحفز المبدعين لمزيد من العطاء في مختلف فروع الأدب، مع إقامة الندوات والمحاضرات على هامش كل جائزة، جهد مبارك يعزز الجهود المبذولة نحو خدمة الأدب والثقافة في وسط هذا العالم، الذي يشهد الكثير من المستجدات والمتغيرات وبعض التيارات التي تحاول النيل من ثوابت هوية الأمة العربية .. مباركا سموه للفائزين حصولهم على جائزة النادي التي ُخصصت هذا العام لفرع الشعر راجياً أن تكون الجائزة دافعاً لتعزيز وتشجيع المواهب الشعرية.. مثمنا ما تشهده الساحة من حراك شعري يعود إلى شاعرية الإنسان العربي المفطور عليها منذ القدم. ومضى سموه قائلا: إن الشعر هو من أرق أنواع الأدب، كونه يخاطب العواطف والأحاسيس مما يستدعي الارتقاء بذائقة المتلقي واستنبات مكارم الأخلاق والشيم في عقول الأجيال، واستنهاض الهمم نحو استشراف المستقبل الوضاء.. متمنيا في ختام كلمته أن تكون ثقافتنا العربية في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية، وأن تكون رسالة حب وسلام لشعوب الأرض، حامية لمكارم الأخلاق وفضائل الصفات.. داعياً الله العلي القدير أن يديم على بلادنا أمنها، وأن يحفظ لها قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظهما الله.. جاء ذلك خلال رعاية سموه مساء يوم أمس حفل جائزة نادي الباحة الأدبي الثقافية ووضع حجر الأساس لمشروع مباني النادي الجديدة ، وذلك بقاعة الأمير الدكتور فيصل بن محمد التعليمية بالباحة. سموه خلال وضع حجر الأساس لمباني النادي وقد تضمن الحفل كلمة لرئيس النادي الأستاذ حسن بن محمد الزهراني كلمة رحب فيها بسمو أمير المنطقة، وشكره على رعايته للحفل ووضع حجر الأساس، منوهاً بدعم ومتابعة سموه لمختلف مناشط وفعاليات النادي طيلة أيام العام.. بعد ذلك ألقى رئيس اللجنة المحكمة للجائزة الدكتور حافظ المغربي كلمة أبرز فيها أهمية الجائزة التي تعمل على الدراسات النقدية لمختلف فنون الأدب لافتاً إلى أن الجائزة ركزت في عامها الأول على مجال الشعر.. ثم ألقيت قصيدة شعرية، ألقى بعدها وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان كلمة أكد فيها أن نادي الباحة الأدبي حينما اختار الشعر ونقده لملتقاه، فقد اختار مجالاً رحباً من الفن الذي لا سقف للإبداع فيه.. مبدياً تطلعه في أن تكشف هذه الجائزة جماليات الشعر، وأن تفتح المجال للدراسات المتصلة بهذه الجماليات للمقارنة والتحليل والنقد. وعد الدكتور الحجيلان الملتقى المصاحب للجائزة نموذجاً للأنشطة المفتوحة والثرية، التي تنهض الأندية الأدبية بها خدمة للثقافة والرقي بأدواتها مشيداً برعاية سمو أمير المنطقة للجائزة وبما واكبها من حضور لشعراء وأدباء ومثقفين من داخل المملكة وخارجها. إثر ذلك تم الإعلان عن الفائزين بالجائزة وهم الفائز بالجائزة الأولى الدكتور عبدالرحمن المحسني عن بحثه الموسوم ب (توظيف التقنية في العمل الشعري- شعراء منطقة الباحة نموذجاً ) ومقدارها أربعون ألف ريال والفائز بالجائزة الثالثة ومقدارها عشرون ألف ريال للباحث الدكتور محمد عبدالله الشدوي عن بحثه (شعراء من الباحة بين الشكل والتأثير) فيما حجبت الجائزتان الثانية والرابعة لعدم وجود أعمال تتوافق مع متطلباتها. وفي ختام الحفل كرم سموأمير المنطقة الشاعر بلغيث عبدالله العمري- رحمه الله - كما كرم الجهات الداعمة والمساهمة في الجائزة ومن ضمنها جريدة الرياض الراعي الإعلامي والحصري للجائزة، فيما تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة من مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي.. وقد حضر الحفل وكيل إمارة منطقة الباحة الدكتور حامد بن مالح الشمري وعدد من المسؤولين بالمنطقة وجمهور غفير من الإعلاميين المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي