• طالما هناك حركة وتمدد في المساحة التي من خلالها تتشكل خارطة الفن، وهناك كثافة تتضاعف كما، فيما تتشكل من خلالها محصلة «الشاغلين» للحركة الفنية. سيظل بالتالي ما يترتب على هذين العاملين ومن خلالهما من الظواهر و«التقليعات» وكل ما يراه المهتمون بما سبق هذه المرحلة، بمثابة عاصفة هوجاء أصابت سماء فنهم الأصيل بعتمة، ويراهنون على زوالها مهما طال أمدها وتمددت خارطتها، وتضاعفت كثافة مقترفيها ونسب المتفاعلين مع ركامها. •• بينما يرى المعنيون بهذه المرحلة الفنية، والمنصهرون مع طقوسها بأنها بمثابة «التوليفة» التي تلبي احتياجاتهم من خلال ما يعتمد عليه فنهم من «أدوات ومواصفات ومقاييس وإيقاعات وحركة وأضواء متحركة..»، ويجدون في هذا ما يواكب إيقاع عصرهم ويتناغم مع رتم حياتهم، وأيضا يراهنون بفشل من يراهن على زوال «موجة فنهم»!. •• وتبقى الغلبة هنا بعيدة كل البعد عن الاتكاء على مقولة: «الكثرة تغلب الشجاعة»، خاصة أنه في مجال يتخاطب مع الحس والمشاعر والذائقة الفنية. •• كما أنه لا يمكن مصادرة ما قد يتوفر بين هذا «الكم» من مواهب، ولو بنسبة محدودة، وأن بوسع هذه النسبة تقديم ما هو نوعي وهادف من الفن، إن استشعرت بقيمة موهبتها، وعملت على حمايتها من «مزاد تعطيل المواهب وتسييرها..»، وهو ما تنتهجه النسبة العظمى ممن تسمى بمؤسسات الإنتاج الفني، وتوصف بحفظ الحقوق.!!، بينما هي في الحقيقة تفانت في تقديم ثمن «احتكار» الفنان وتكبيل حريته في تقديم ما يريد، أو الوقت الذي يريد. أو المستوى الذي يواكب بعضا من مخزون موهبته، ويعزز تصاعد نضوج موهبته. •• هذا الإغراء المادي نظير سلب ومصادرة أهم ما يكون لدى الفنان الموهوب، قد تجد له مبرره عند موهبة متمكنة فنا لكنها غير مقتدرة ماديا بما يمكنها من إيصال فنها للمتلقي من خلال هذا «الممر» الوحيد والمتحكم في كل قوافل الفن وممتلكاتها، أقول (قد) تقبل بهذا من موهبة أجبرتها الظروف المادية على بداية كهذه. إلا أن ما لا يمكن تصوره أن تتمكن هذه المؤسسات من إسالة لعاب حتى من يمتلك ما يسيل به لعاب صغار المواهب، ليحمي مواهبهم من سلب ما لا ينبغي سلبه مما ذكر آنفا، فهي الجوهر والقيمة والقيم التي تتجاوز طباعة المنتج الفاتنة، وصورة الغلاف المبهرة ومؤتمرات ال «بووومات»، وفي النهاية سوق أصبح أكبر من أن يوصف بعبارة «مقبرة لا ترد ميت» لأن المقابر أصبحت تضيق بالموتى. بينما السواد الأعظم من مستهلكي هذا السوق يكرس حقيقة «لكل سوق بضاعة وشراي» كما كرست هذه المؤسسات جهودها في حفظ كل شيء وقبرت جوهر الفن بمباركة من يمتلك من جواهره ما لا يستباح.. والله من وراء القصد. تأمل: تنعم الحياة على بعض الناس بالعظمة، ولكن على قليل جدا من الناس بالتفوق. فاكس: 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة