ما من محب لرسالته إلا ويتطلع لتحقيق أقصى درجات النجاح والتفوق، ويدرك مليا بأن التطلع لا يأتي بالأماني والآمال دون بذل ودأب وتضحية وجلد. ومتى ما استطاع أن يقدم خطوات إيجابية ولمحات مضيئة خلال مشواره العملي.. يكون بهذا قد كشف عما يملتكه من قدرات تنبئ بما يؤهله لتحقيق النجاح في الدور المناط به. وهو ما يتأكد بفضل من الله ثم بإصراره وصدق موهبته من خلال بدايات لافتة تبشر بمقدم نجم واعد. ولكن وآه من لكن سرعان ما تصاب بعض هذه المواهب بما لايواكب تلك البدايات وجمالها وما حظيت به من إعجاب مستحق. ورهان مرتقب، كل هذا لا يلبث أن يتبدد جراء ما يلي تلك البدايات القوية من مسخ ونشاز وانحدار في مستوى ما يقدم من أعمال (في أي فن من الفنون)، هذه الأعمال لا يجد فيها كل المراهنين شيئا يذكر من مخزون الموهبة التي يمتلكها هذا البعض، ولو لم تبرهن على حقيقتها تلك البدايات، لما حظي أي منهم بذلك الرهان «الخاسر»، على ما كان مأمولا ومرتقبا من إبهار سيثري المجال ويمتع المتابع. إلا أنه كما يقال: «وكم يخيب الظن في المقبل». مثل هذه الظاهرة لا يقتصر وجود حالاتها في المجال الفني فقط، بل هي ماثلة في مختلف المجالات، فلا يخلو أي مجال من وجود هذا أو ذاك من أرباب البدايات المتوهجة و«اليتيمة» في آن واحد. حيث يعقبها الضمور والخذلان، وبين توفر القدرات لدى أصحاب هذه الحالة من جهة وتوفر بيئة عمل مشجعة من جهة أخرى، تصبح الظاهرة حرية بالدراسة والتشخيص والمعالجة من قبل ذوي الاختصاص.. والله من وراء القصد. تأمل: عندما تتوقف عن المساهمة في الحياة فأنت تحتضر. فاكس: 6923348