تمر مرحلة انتاج نجوم الاغنية في الساحة الفنية العربية بالعديد من المتغيرات التي اصبحت سمة واضحة في طريقة التسويق والانتاج للفنانين في هذا المجال، الملاحظ ان نسبة كبيرة من نجوم الساحة الفنية الغنائية الحالية هم من صناعة برامج مسابقات فنية قدمت على الفضائيات حيث اصبحت احد الروافد الرئيسية لتغذية الوسط الفني باصوات شابة بشكل مستمر ومن هذه البرامج التي تعتني بالتسويق واكتشاف الاصوات الجديدة للساحة، برنامج نجم الخليج، وفي المقابل اصبح واضحاً تراجع مؤسسات الانتاج الفنية عن دورها في تبني الاصوات ودعمها فلم تعد تضخ اصواتاً جديدة الا ان دورها اصبح يأتي بعد نجاح الموهبة في المسابقات التلفزيونية، وهذا التراجع عن دورها رغم مصالحها المادية في هذا النشاط، فهو يجعل النافذة لخروج المواهب الغنائية اقل وهو ما اوجد حالياً كثافة في انتاج برامج المسابقات الغنائية على الفضائيات وبالتالي هي تبحث ايضا عن مصالح مادية سواء بالدخل الناتج عن الاعلان في البرنامج او الرعاية له او رسائل المعجبين بالاصوات الشابة لترشيحهم للافضلية، في ظل هذا الوضع اصبحت الموهبة الغنايئة سلعة قبل ان يثبت جدارته في الغناء بشكل صحيح، وربما تكون حادثة "الهواتف النقالة" التي ثارت قضيتها في مصر صورة من صور سعي الشركات لاستغلال المواهب قبل انطلاقتها حيث اشترطت اكاديمية الفنان عمر دياب التي تعد برنامجاً للمواهب بان يكون المتقدم للمشاركة في المسابقة يمتلك نوعاً محدداً من انواع هواتف الشركة الراعية للمسابقة. المستشارون ودورهم في اعادة القيمة الفنية: في السابق كانت نشأة الفنان الغنائي يصاحبها الكثير من التأني وتجد الفنان يبحث عمن يستشيره ليوجهه ويرشده في كل اجزاء العمل الفني من اختيار الكلمات التي تناسب صوته واسلوبه في الغناء الى الألحان وطريقة توصيل الاغنية الى الجمهور، حيث كان يلعب في الغالب الملحنون هذا الدور مع الفنانين الموهوبين والمكتشفين حديثا، لكن واقع صناعة نجوم الاغنية في وقتنا الحالي اصبح يخضع في الغالب الى مزاجية اصحاب قنوات فضائية اوملاك شركات انتاج ربما يُغَلِبوُن جانب المصالح المالية على القيمة الفنية مما يجعل الساحة الغنائية في هبوط مستمر في مستوى الصوت والذوق الفني حيث يصبح اصحاب رؤوس الاموال هم المتحكمين باذواق المستمعين ويفرضون من يريدون ومن يعجبهم فقط دون اعتبارات فنية كبيرة او أهمية لرأي الجمهور. هذا الواقع الفني يثير تساؤلاً حول المطالبة بوجود المستشارين لصناعة النجوم في شركات الانتاج الغنائية وفي مسابقات البرامج الغنائية وهل وجود لجنة تحيكم كافٍ لاكتشاف المواهب حيث يتجسد دور لجنة التحكيم في إقرار مدى جودة الصوت للاستمرار في البرنامج، لكنها لاتعطي الكثير لتغيير او إصلاح او إرشاد الموهبة نحو الطريق الافضل لاستثمار صوته بشكل امثل، أعتقد انه طالما يوجد في الساحة مدير اعمال لاغلب الفنانين حاليا فانه من الاولى ان تكون لشركات الانتاج مستشارون لديهم القدرة والحس الفني والتعليم والثقافة اللازمة لتمحيص وفرز المواهب لتقديمهم للساحة، هذه المطالبة هي الواقعية جداً خصوصا اذا نظرنا حولنا بحثا عن عدد من المواهب التي اخذت وهجا اعلاميا طاغيا خلال الفترة الماضية لمشاركتهم وفوزهم في برامج مسابقات تلفزيونية غنائية واين هم الآن.؟!. الكثير منهم يغيب عن الساحة لان كل مالديه قد استنفذته شركات الانتاج والإعلام، الذي أعطاه الوهج السريع لينتهي وتحترق موهبته، بينما لو حظيت هذه المواهب برعاية المستشارين القادرين على النصح والارشاد لكنا لا نسمع عن بعض المواهب التي اختفت عن الساحة حالي، وتشكل نسبة" 30% "هي نسبة غياب المواهب التي اكتشفت عبر برامج غنائية على الفضائيات واصبح اختفاؤهم اسرع بكثير عن السابق في اكتشاف المواهب والتي مازال اغلبها نجوما للساحة الفنية حالياً. لجان التحكيم في المسابقات لحظات تنتهي سريعاً