الله يخليك قارئي الكريم لا تكن خليجيا أو سعوديا في هذه اللحظة، يعني لا تأخذك العزة... ولا تدع استسلامك للتعصب لهويتك يمنعك من الحيادية والإنصاف.. فالسعوديون والخليجيون في هذا الموقف سواء بسواء لا فرق! كن في هذه اللحظة فقط أيها القارئ الكريم إنساناً مستقلا لا يرتبط بالخليج غير أنه يعرفه على الخريطة!! وقل لي بالله عليك هل ما تراه في طاش ما طاش وأخواتها.. أو ما يدور في المسلسلات الخليجية.. فيه لمحة قلت لمحة... عن إنسان هذه الأمكنة؟! وخذ في بالك أنني أتحدث عن الإنسان لا عن القضايا!!! فلا تنس هذا! نعم قد يكون عندنا من القضايا الشائكة وغير الشائكة وما يفوق الحصر.. طلاق وفقر وغدر وسرقة وحب خيانة وعقوق، وشيكات من غير رصيد وخدمات معطلة.. وأجهزة خدمية خائبة وأشياء أخرى لا تخفاكم!! لكن هذا كله كوم وفي كفة.. وما أتناوله في هذه السطور في الكفة الأخرى. إنني أتحدث عن الإنسان المحلي بهيئته وطريقته في الكلام.. بعقله وفكره وأسلوبه مع الحياة.. بكل شيء فيه.. ولا أتحدث عن قضاياه ولا عن مشاكله... فهل هذا الإنسان موجود في تلك المسلسلات المعروضة على الشاشات التي تحمل الهوية السعودية أو الخليجية؟! مثلا عندما نشاهد حلقة من حلقات مسلسل عربي أو أجنبي نجد فيها «إنسانهم» حاضرا طبيعيا يعبر عن حقيقته في الواقع كشخصية لها وجود لها تفاصيل لها جذور لا تنفصل عن الواقع! عندنا في مسلسلاتنا الإنسان ملفق مصنوع مزور كأنما هو لعبة تتحرك وتتكلم بطريقة مبالغ فيها في كل شيء.. في المظهر.. وفي النطق وفي الأفعال وفي الحركات وأسوأ التمثيل هو ما تعرف أنه تمثيل في تمثيل!! بينما المسلسلات الأخرى الأجنبية والعربية تحسه واقعا يجذبك لأن الشخصيات غير مفتعلة وتتحرك بتلقائية طبيعية بعيدة عن الافتعال والتمثيل! جماعتنا يصرون على أن إنساننا أبله معتوه وأحمق ودائما مغلوب على أمره وغبي وجاهل لا يعرف ما يدور حوله وهمه... أن الناس تضحك عليه! يعني شخصية هزلية ضعيفة معجونة من الهبل والحماقة تحركها حتى نفخات الهواء، ولأقل سبب! وعندما ترى أبهة المناظر المصورة في المسلسل الخليجي يداهمك سؤال حائر هل كل القصص الخليجية تدور في بيوت كهذه وهل كل الخليجيين يسكنون البيوت الفاخرة ويركبون السيارات المترفة ويلبسون كل هذه الأزياء الملونة والمكلفة والصارخة؟! وهل كل نساء الخليج بهذا الشكل المنتفخ في كل شيء من الرأس إلى القدمين! مسلسلاتنا مجموعة صور متحركة شخصياتها كرتونية ليس لها أدوار في الحياة الحقيقية لا تتجول في شوارعنا ولا تنام تحت أسقف بيوتنا!! باختصار المراد فن في موضعه وليس وضاعة في فن وضيع!! وإذا كانت تلك المسلسلات ترى أنها المعبر الدقيق عن مشاكلنا الحياتية فأين هي قضايا الإنسان الخليجي أين هي معركة الوجود وسط حروب مرت على الخليج ولا أثر لها في فنه! للأسف كل ما لدينا حفنة من صورة لا روح فيها ولا حياة بينما كل ما نريده بسيط فن يعبر عن لسان حال مجتمعاتنا وليس «فنا» غايته التربح من أوجاعنا!!! الأولى بنا حملة تحيي «الدم» عندنا ناس ما عندهم دم استغلوا الفن!! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة