صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بنزع نحو أربعة آلاف عقار في مكةالمكرمة لصالح تهذيب وتوسعة الجهة الشمالية للمسجد الحرام لتصبح أكبر توسعة في تاريخ الحرم المكي الشريف، وهو ما يمثل المنطقة المتاخمة لمنطقة تطوير حي الشامية الذي يحتضن مبنى الحرم المكي الشمالي الجديد، ولتصبح بذلك مئذنتا وبوابة الملك عبدالله واجهة الحرم من الناحية الشمالية وسيتم تصميم المنطقة بالشكل الذي يليق بمكانة أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام. وأبلغ «عكاظ» مساعد وكيل أمين العاصمة المقدسة للتعمير والمشاريع ورئيس لجنة تطوير الساحات الشمالية المهندس عباس قطان أنه فور صدور الموافقة لنزع العقارات جرى البدء في تنفيذ الإجراءات المناسبة لإطلاق المشروع وفق مخطط زمني قصير، موضحا أن التوسعة ستطال الأحياء المحصورة ما بين حارات البياري وريع الكحل وشارع حسان بن ثابت. وعن بعض المواقع التاريخية المهمة كمقبرة المعلاة قال إنه لا نية لإزالة مقابر المعلاة وأن خطط التطوير عمدت على تجاوز إزالتها لوجود مساحات أخرى عشوائية، مبيناً أن موقع حلقة جرول من المتوقع تخصيصها كمحطة للقطارات ومواقف المركبات وأنه لا توجد نية لفتح أنفاق جديدة من الجهات الشرقية للحرم المكي. يشار إلى أن عمر الأحياء المتوقع إزالتها تقدر بنحو 55 عاماً، ومنها حارات قديمة مثل حارة بن معتق، الحلقة القديمة، شارع عين زبيدة، حارة المندي، فيما تقدر مساحة هذه الأحياء بأكثر من ثلاثة كيلو مترات مربعة. وأبان العقاري إبراهيم بن ناصر اليامي أن مشروع الإزالة لأحياء البياري والحلقة سيضخ استثمارات جديدة ويخلق فرصا استثمارية لأسواق المعدات والبناء والتعمير وسيزيد من توسعة مساحة مكةالمكرمة من خلال ضخ وحدات جديدة في المخططات السكنية، مبيناً أن الواجهة الشمالية ستتحول إلى واجهات عمالية باكتمال بنية الطريق الدائري الأول وتشغيل أنفاق جرول. يشار إلى أن حي البياري يعد واحدا من الأحياء الشعبية القديمة الواقعة شمالي المنطقة المركزية والذي احتضن جزءاً من الإرث التاريخي المكي بكل ملامحه وطقوسه. وأكد عمدة الحي ناجي سعيد المولد الذي أمضى 11 عاماً في عمودية الحي أن الحي أخذ أسمه من محطة وقود أنشأها حسن البياري في أواخر السبعينات الهجرية. ومن العلامات التاريخية التي كانت تميز الحي قهوة عبيد وعبدالله المطرفي التي أخذت شهرتها من مطعمها المتخصص في تقديم الأكلات الشعبية «التقاطيع والشربة» فكانت أشبه بفندق لأبناء البادية الذين يبيتون فيها لمتابعة أعمالهم في حلقة البياري، إضافة إلى محطة وقود النويصر التي تعتبر من أقدم محطات الوقود في مكةالمكرمة، وبازان المياه في قلب حارة مسلم اللحياني، إضافة إلى سوق الحمير والأبقار الذي كان يقع في حوش بن عبيد، وانتهى العمل به منذ أكثر من خمسين عاماً من تاريخ الحي، والأسواق الرائجة التي احتضنها البياري أسواق الأغنام والأعلاف والفحم التي كانت تحاصرها كراسي وصناديق الحجامة وبيع الألبان والدجاج. حي البياري يعتبر الحي الذي لا يعرف العمائر الجديدة ف95 في المائة من مبانيه قديمة يزيد عمرها على 30 عاماً إلا بقية مواقع على واجهة كوبري الطريق الدائري تحولت لفنادق لإسكان الحجيج.