ألهبت مشاريع فتح نفقين جديدين للمشاة في مناطق الحجون والعتيبية والبياري، لربطها بساحات الحرم المكي الشمالية، سوق العقار في المناطق المراد نزع ملكيتها لصالح المشروعين اللذين يختصران المسافة إلى الحرم المكي بأكثر من كيلو مترين، من خلال شق جبل دفان التاريخي أو ما يعرف بين المكيين بجبل المدافع. وارتفعت أسعار العقار في تلك المناطق في سابقة غير معروفة في تاريخ هذه المناطق السكنية التي يزيد عمر عقاراتها عن خمسين عاما بنسبة 100 في المائة، فيما ألقت أزمة الإسكان بظلالها لتأزم موقف المستأجرين في تلك الأحياء. وكشف العقاري منذ أكثر من 40 عاما عبدالله الشاوي أن أسعار العقار في الحجون ستتجاوز 70 ألف ريال للمتر الواحد، في الوقت الذي كان السعر المتداول ما بين 30 إلى 35 ألف ريال على الشارع العام، مشيرا إلى أن أغلى سعر للعقار في الحجون زاد سعره عن 70 مليون ريال مساحته 3600 متر2. وقال العقاري في العتيبية محمد الحمدان إن سعر المتر على شارع العتيبية العام كان قبل الإعلان عن المشاريع الجديدة يتراوح بين 15 إلى 20 ألف ريال، فيما يتوقع أن يزيد سعره عن 40 ألف ريال. وأوضح أن سعر العقارات يحدده حجم المساحة وقربها من مواقع تنفيذ الأنفاق. مصادر مسؤولة في منطقة الأحياء المقرر إزالتها لصالح نفقي المشاة، أوضحت أن منطقة الحجون التي ستتم إزالة بعض عقاراتها تعتبر واحدة من أهم المناطق السكنية القديمة في أم القرى، إذ يزيد عمر العقارات المنزوعة عن 50 عاما، وهي تحتضن 100 منزل مهجور و600 فناء غير صالح للسكن. وكان المهندس عباس قطان من اللجنة المشرفة على توسعة الساحات الشمالية قد كشف عن أنه سيتم فتح نفقين لربط الساحات الشمالية للحرم المكي بأحياء الحجون والعتيبية وحلقة البياري، الأول على يمين الطالع مع شارع الحجون باتجاه الحرم المكي، وتحديدا بعد مخابز بدر، والثاني من أمام متجر المستهلك في حي الحلقة، وذلك بطول يتراوح بين 1500 إلى 1700 متر يربطهما نفق للطوارئ. وكشف المهندس قطان أنه تقرر نزع ملكية أكثر من 300 عقار، وحيث إن المناطق المقررة إزالتها سكنية فقد تقرر تأجيل الإزالة إلى 15/3/1431ه، بدلا من الثلث الأول من محرم الجاري، حيث سيتم فصل الخدمات عن هذه العقارات في منتصف ربيع الأول. وأبان قطان أن النفقين سيخصصان للمشاة المتجهين للحرم المكي من ثلاثة من أكبر الأحياء المكتظة، التي تحتضن مساكن للحجاج والمعتمرين، موضحا أنه سيتم بناء محطة خدمات كبرى تضم مواقف للسيارات ومراكز لإدارة الحشود والجهات الأمنية وخدمات الطوارئ والإسعاف. وسيساعد مشروع فتح الأنفاق الجديدة على خدمة النقل العام في الوصول إلى الحرم المكي، وتجاوز التلبك المروري، خاصة في موسم الحج وشهر رمضان المبارك، وهو ما سيساعد على الاستغناء عن المركبات داخل المنطقة المركزية. وطبقا لمتخصصين فإن النفقين يختصران مسافة تزيد عن 1700 متر.