يسود جو روحاني عابق بالتسبيح والتحميد، لدى مجموعة من المبتعثين السعوديين في الولاياتالمتحدةالأمريكية، مع اقتراب موعد الإفطار الرمضاني، غير أن ثمة مشاعر من الحنين إلى الأجواء الرمضانية في المملكة تسود بينهم ويتحدثون في حميمية مفرطة، عن افتقادهم للأجواء الرمضانية في المملكة، علاوة على معاناتهم من طول ساعات الصيام في الغربة. وأكد كل من مسفر آل حارث، محمد علي آل سليمان، ريان التركي، عمر أبا الخيل، وأحمد آل شوية من المبتعثين في ولاية كاليفورنيا أن أهم الصعوبات التي تواجههم في الصيام، طول ساعات النهار التي تصل في أحيان إلى 14 ساعة، وهو ما يعيق نشاطهم وأداءهم العلمي بشكل مباشر. وأشاروا إلى وجود طلاب من أديان أخرى لا يشكل لهم رمضان أهمية، ويمارسون نشاطهم اليومي من مأكل ومشرب ويدعون الطالب المسلم لمشاركتهم في طعامهم، بما يؤثر ويصعب على الطلاب المسلمين ممارسة شعائرهم، إلا أن هناك جوانب أخرى تخفف عليهم أجواء وقسوة الغربة كوجود طلاب من جنسيات أخرى مسلمة تشاركهم نفس المشاعر وتتقاسم معهم الروحانية المفقودة. وأفاد رئيس النادي السعودي في مدينة سان دييغو مسفر آل حارث وقال «نجتمع في رمضان مع بعضنا، ونتشارك في إعداد سفرة الإفطار، السحور، صلاة التراويح، التهجد وعمل حلقات ذكر، وهذا يخفف إحساسنا بالغربة عن الوطن والأحبة. ويرى المبتعث محمد علي آل سليمان، أن «عدم توافر المساجد في بعض المناطق يحرم الطلاب من سماع الأذان وصلاتي التراويح والتهجد ويفقدهم الشعور بالأجواء الرمضانية، ولا يسمح لنا حتى بإدخال المواد الغذائية أو البهارات الخاصة ببلادنا ما أفقدنا نكهة الطعام الذي اعتدنا عليه». وذكر أحمد آل شوية، أن الطلاب المبتعثين يستعينون بشبكة المعلومات العالمية الإنترنت وبرامج أوقات الصلاة في الجوال لتحديد مواعيد الفروض. ويفتقد المبتعثون عموما، الأجواء الرمضانية مثل مكبرات الصوت التي تصدح بالأذان في المساجد ومخيمات الأذكار والصدقات والإفطار الجماعي، إضافة إلى المعاناة المتمثلة في إعداد وجبة السحور الذي يتطلب السهر لوقت متأخر من الليل، والمداومة على حضور الحصص الدراسية صباحا. فيما عبر ريان التركي عن أسفه بعدم تواجده في منطقة الرياض بجانب أسرته وصيام هذا الشهر في المملكة لظروف الدراسة وعدم وجود إجازة في الوقت الحالي. فيما تحدث عمر أبا الخيل عن الطقوس التى يتبعها المبتعثون خلال أيام الشهر هي الطقوس المتبعة في السعودية، بدءا من التجمع للإفطار والقيام بجميع الصلوات المفروضة بشكل جماعي وقضاء أوقات السهر بذكر الله ومتابعة البرامج التي تهمنا عبر شبكة المعلومات العالمية الإنترنت.