«لا يختلف الصيام في الأردن كثيراً عنه في المملكة»، بهذه العبارة بدأ حازم عبدالله المبتعث لدراسة الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا في إربد في الأردن حديثه «الأمر الوحيد الذي لا يعوض هو اجتماع الأسرة على مائدة واحدة، وما عدا ذلك فقد جلبناه معنا». وبدأت استعدادات الطالبات والطلاب السعوديين المبتعثين إلى الأردن استقبال رمضان قبل عشرة أيام من بدايته، وذلك بتأمين بعض التمور والتي تم إحضارها من المملكة، ونظراً لتنوع المدن التي قدم منها الطالبات والطلاب تنوعت بالمقابل التمور ما بين الصفاوي من المدينةالمنورة، والخلاص من الأحساء، والسكري من القصيم، وأصبحت مائدة الإفطار أشبه بمهرجان للتمور . ويعمد الطلبة إلى تنظيم دورات كروية رمضانية، وفي ذلك يقول الطالب موسى الشمراني، وهو متعهد الدورات الرمضانية الكروية الخاصة بالطلبة السعوديين في الأردن «استطعنا نقل الدورات الرياضية الرمضانية حيث لا تكاد تخلو منطقة من مناطق المملكة من إقامتها، ما دفعنا إلى تنظيم الدورة الرمضانية الأولى في الأردن بمشاركة عدد كبير من الطلبة من المبتعثين وهم يمثلون مختلف المناطق السعودية، واستطعنا تكوين أكثر من عشرة فرق لمسابقة كرة القدم تحمل أسماء أشهر الأندية في السعودية انطلقت مع أول أيام رمضان وتستمر حتى 15 من الشهر». وأطلق الطلاب السعوديون لقب «ملك القهوة العربية» على مهند الغامدي المبتعث لدراسة طب الأسنان، والذي تميز بصنع القهوة العربية التي يقوم بتأمينها من السعودية في إرساليات خاصة، وهنا قال الغامدي: «نتيجة لارتباط القهوة العربية بموائد الإفطار في المملكة، تكفلت بتأمينها في كل يوم من أيام رمضان». في المقابل تقوم كل من فضة العنزي وأمل الفرج بالإشراف الكامل على «السفرة» الرمضانية الموحدة داخل نادي الطلبة في إربد، ووضع اللمسات النسائية قبل موعد الإفطار والتنسيق مع الطالبات لإعداد الأكلات المختلفة، تقول في ذلك فضة العنزي: «إن طالبات المنطقة الغربية من المملكة يحضرن الفول الحجازي، وطالبات الجنوب يحضرن العصيدة والخميرة، وطالبات الرياض يحضرن المرقوق، بينما الحلويات من اختصاص طالبات الشرقية، وذلك في منظر يعكس روح التآخي بيننا جميعاً». من جهة أخرى، أبان علاء القادري وعائض الحارثي، أن نادي الطلبة السعوديين في إربد يفتح أبوابه طيلة أيام رمضان من صلاة العصر إلى منتصف الليل، وإقامة مائدة موحدة للطلاب وأخرى خاصة بالطالبات في موقع آخر من النادي ويشارك الجميع في إعداد وتجهيز المائدة ومن ثم التوجه إلى المسجد لأداء صلاة المغرب». واتفق جميع الطلبة المبتعثين على أن «العائلة» و «السهر» عنصران مفقودان في رمضان، خاصة وأنهم ملزمون بحضور المحاضرات في موعدها وغالباً ما تكون في وقت مبكر من صباح كل يوم، ما يعني صعوبة في إعداد وجبة السحور والتي دائماً ما تكون ماء وحبات من التمر قبل صلاة الفجر، ما عدا ذلك، لا يختلف الصيام كثيراً في الدول العربية عن المملكة حيث الأجواء الإيمانية ومكبرات المساجد التي تسمعها في أغلب الأماكن وإقامة صلاة التراويح فيها.