«اشتقنا لرمضان السعودية» عبارة عفوية يرددها الطلاب السعوديون المبتعثون كل ما حل عليهم رمضان في الغربة، فتجربة الصيام وأداء الشعائر في بلاد تختلف عنهم في الدين واللغة والعادات والقوانين تترك بلا شك أثرها الكبير في النفوس. وتتشابه الصعوبات التي تعيق أداء الطقوس الرمضانية للمبتعثين رغم اختلاف الدول التي يعيشون فيها، وهنا أجمع كل من علي عبدالوهاب من أستراليا، ومشعل عبدالوهاب وفهد طلب من المجر، وعبدالرحمن عبدالله من بريطانيا، على أن أهم الصعوبات التي تواجههم في الصيام، طول ساعات النهار التي تصل في أحيان إلى 14 ساعة وهو ما يعيق نشاطهم وأداءهم العلمي بشكل مباشر . وأشاروا إلى وجود طلاب من أديان أخرى قد لا يشكل لهم رمضان أهمية، ويمارسون نشاطهم اليومي من مأكل ومشرب ويدعون الطالب المسلم لمشاركتهم في طعامهم، بما يؤثر ويصعب على الطلاب المسلمين ممارسة شعائرهم، إلا أن هناك جوانب أخرى تخفف عليهم أجواء وقسوة الغربة كوجود طلاب من جنسيات أخرى مسلمة تشاركهم نفس المشاعر وتتقاسم معها الروحانية المفقودة . وهنا قال المبتعث عبدالرحمن عبدالله: نجتمع في رمضان مع بعضنا لتقوية وحدة المسلمين والتعاون فيما بيننا ونتشارك في إعداد سفرة الإفطار والسحور وصلاة التراويح والتهجد وعمل حلقات ذكر، وهذا يخفف إحساسنا بالغربة عن الوطن والأحبة. ويرى المبتعث علي عبدالوهاب، أن عدم توفر المساجد في بعض المناطق يحرم الطلاب من سماع الأذان وصلاتي التراويح والتهجد ويفقدهم الشعور بالأجواء الرمضانية ولا يسمح لنا حتى بإدخال المواد الغذائية أو البهارات الخاصة ببلادنا ما أفقدنا نكهة الطعام الذي اعتدنا عليه. وذكر مشعل حريري، أن الطلاب المبتعثين يستعينون بالإنترنت وبرامج أوقات الصلاة في الجوال لتحديد مواعيد الفروض. ويفتقد المبتعثون عموما، الأجواء الرمضانية مثل مكبرات الصوت التي تصدح بالأذان في المساجد ومخيمات الأذكار والصدقات والإفطار الجماعي إضافة إلى المعاناة المتمثلة في إعداد وجبة السحور التي يتطلب السهر لوقت متأخر من الليل، والمداومة على حضور الحصص الدراسية صباحا.