يعتبر شهر رمضان في نظرة ممارسي التسول موسما من أفضل المواسم لااستدرار عطف المحسنين والخيرين الذين يقبلون بدورهم في هذا الشهر أكثر من أي وقت آخر على فعل الخيرات والصدقات وإخراج الزكوات، ولذلك يتفنن المتسولون بكل الوسائل والحيل المعروفة عنهم والقصص والحكايات الإنسانية المفبركة والعاهات المصطنعة للحصول على أكبر نصيب من هذه الأموال، حيث كشفت دراسة ميدانية حديثة عن زيادة حجم التسول في المملكة في رمضان والعيد وأيام الحج. حيث يكثر المحسنون من إعطاء الصدقات وتوزيع الأموال في الشوارع والطرقات، علما بأن أكثر من 87 في المائة من المتسولين من غير السعوديين ومعظمهم مقيمون إقامة غير نظامية وفقا لإحصائيات الشؤون الاجتماعية ، فيما كشفت دراسة أخرى لإدارة مكافحة التسول أن معظم المتسولين من المقيمين بصورة غير نظامية فهم إما متخلفون بعد أداء العمرة والحج أو عمال هاربون يعملون بعيدا عن كفلائهم. إدمان التسول في محافظة الخرمة، تجوب نسوة من اليمن مع أطفالهن الشوارع، ويتوزعن على مواقع استراتيجية للتسول، فبعضهن يحتكر أماكن التسوق وبعضهن بجوار صرافات البنوك، وبعضهن عند مداخل المساجد، فيما يكثر نشاطهن في شهر رمضان من كل عام. «أم محسن» التي كانت تتسول قريبا من سوبرماركت، قالت إنها قد احترفت التسول وأصبحت مدمنة على ممارسته في هذا المكان. وقال يوسف قايد (15 عاما) إنه قدم من دولة مجاورة بحثا عن عمل، وعندما لم يجده، أشار عليه أحد أصدقائه بممارسة التسول ودله على إحدى الإشارات المرورية ليكسب قوته. ويقول الطفل عبده عمر البالغ من العمر تسعة أعوام إن والده هو الذي دفعه مع مجموعة من أبناء جلدته إلى السفر من دولة مجاورة إلى جدة للبحث عن عمل. .. وسرقة أيضاً وإلى ذلك، يروي المواطن عبد الله محمد أنه أتى إلى أحد أجهزة الصرف، وما إن سحب مبلغ 100 ريال حتى «لهفها» منه أحد المتسولين الصغار وأطلق ساقيه في الاتجاه المعاكس. وشدد المواطن مسعود منير أنه لا بد أن تنتهي هذه الظاهرة، مشيرا إلى ضرورة تفعيل دور الجمعية الخيرية، واستقصاء حالات العوز في المحافظة ليس في شهر رمضان فحسب، بل على مدار العام. أما مثيب مفلح فيعزو الظاهرة إلى الطيبة المتأصلة في النفوس، فهم ما إن يروا محتاجا حتى يمدوا له يد العون والمساعدة. ويشير أحد أئمة المساجد في الخرمة إلى اتساع نطاق ظاهرة التسول في المساجد التي تبلغ أوج ذروتها خلال شهر رمضان. منع الظاهرة الملازم أول فهد القرني من إدارة الوافدين في محافظة الطائف بين أن لجنة مكونة من عدد من الجهات ذات العلاقة مثل الإمارة والجوازات والمباحث والشرطة هي المنوطة بالقبض على هؤلاء المتسولين، ومن ثم تحويلهم الى إدارة الوافدين حتى يتم ترحيلهم إلى بلدانهم، مؤكدا استمرار الحملات على المتسولين وملاحقتهم في أماكن تواجدهم، مناشدا الجميع بالتعاون لمنع الظاهرة وذلك بعدم إعطاء صدقاتهم لهؤلاء المتسولين، لأن هناك قنوات نظامية تدل المحسنين والخيرين والموسرين على المحتاجين والفقراء.