وصفت مجموعةمن مؤديات صلاة التراويح في مسجد في الرياض أسلوب إحدى الناصحات بالمنفر أثناء إلقائها درسا دينيا، بعيدا عن أساليب النصح بالرفق واللين حسب قولهن. وأجمعت المصليات أن الدهشة علت ملامح الكثيرات، نظرا لأن الناصحة، كانت تعتمد أسلوب الترهيب والتخويف ما أشاع جوا من التململ بين المصليات. وأضفن أن الناصحات يسارعن لفعل الخير بالنصح، ولكن يتوجب عليهن الرفق بالمصليات وأن يكون النصح بعيدا عن التعنيف والزجر غير المبرر. وفي هذا الصدد، قالت أم فهد إن مشكلة بعض الناصحات ولا أقول جميعهن تتمثل في التفنن في لغة الترهيب و التخويف، ويوجد في بعض أحكامهن غلو وتشدد في غير موضعه، ومن المفترض في النصح انتقاء الكلام الحسن والوجه البشوش، فهو أوقع في النفس وأدعى للقبول وأعظم للأجر عند الله. وترى سميرة الفيفي أن النصيحة إذا خلت من الرفق صارت تعنيفا وتوبيخا، وأن من حرم الرفق حرم الخير كله كما أخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام. واستعرضت الفيفي حادثة في صلاة التراويح عندما دخلت امرأة للمسجد وجميع النساء يصلين ورفعت صوتها بالنصيحة في وقت الصلاة تنهى عن وضع العطر، وأخذ حماسها في نصيحتها يتصاعد لدرجة الخصام حيث قالت من الأفضل أن تجلسن في بيوتكن. وتضيف الفيفي أن من آداب النصيحة تخير وقت النصح المناسب والأسلوب المتزن، فالمرأة الناصحة محبة للخير ولكنها انتهكت حرمة المسجد برفع صوتها في وقت الصلاة. وقالت حياة الشهراني: بعض النساء يخيل إليهن أنهن يحفظن الدين وينصرنه بكلمات قاسية. وعن ذلك تقول «كنت أصلي صلاة التراويح ومصحفي في يدي وأتابع تلاوة الإمام وإذا سجدت أضع مصحفي على الأرض، فأخذت الناصحة توخزني في الصلاة بشكل كبير، وفور الانتهاء من الصلاة قالت أنت تهينين القرآن، فبررت لها حبي لمتابعة قراءة الشيخ، فقالت بمتابعك لقراءة الشيخ كأنك نويت التصحيح له وهذا حرام وقد يوقعك في أشد العقوبات فاستغربت كلماتها القاسية وغلوها في وصف العقاب». من جهته، يقول الشيخ علي الشبل إن النصيحة حق جعله الله جل وعلا على المؤمنين وفي قوله عز وجل (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)، فإن التواصي بالحق والتواصي بالصبر يشتمل على النصيحة بفعل الأوامر والواجبات وترك المحرمات. ولكن النصيحة تكون بالأساليب التي أبانتها الشريعة أولها الرفق واللين لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه. ومن أساليب النصيحة أيضا النصيحة بالسر لقوله (صلى الله عليه وسلم) (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلو به)، لأن الإنسان يكره التشهير وتعتبر هنا النصيحة فضيحة. كما للكلمة الطيبة والابتسامة سر لقبول النصيحة لقوله تعالى (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).