عندما تبدأ البحث في تحليل شخصية ودراستها تدهشك تفاصيل صغيرة ربما تمر على غيرك مرور الكرام ولكنها عندك تكون مفصلا مهما يعبر عما ستسفر عنه الأيام المقبلة. هذه قصة سندوتش الزعتر الذي كانت تحمله معها الدكتور خولة الكريع البدوية الآتية من الجوف والتي سوف تصبح كبيرة علماء أبحاث السرطان في المملكة والحاصلة على جائزة هارفارد الأمريكية في التفوق العلمي إلى مدرستها، فتقابلها صديقاتها بالدهشة من هذا الطعام المختلف. تقول الدكتورة خولة عن ذلك «كانت زميلاتي يضحكن علي من تناولي الزعتر باعتبار والدتي أردنية فالزعتر لم يكن معروفا لدى الزميلات في الجوف»، من هنا بدأ الاختلاف الذي كان مستساغا من قبل أولئك الزميلات. تكمل الدكتورة خولة فتقول «ربما علمني هذا أن أدخل في ثقافات وأحتوي أناسا مختلفين، هذا شيء أضاف لي في ما أعتقد، من ناحية انفتاحي على الآخر». هذا ما أوجد في نفس الدكتورة خولة بنت سامي الكريع الحاصلة على وسام الملك عبد العزيز من يد خادم الحرمين الشريفين التقبل والتسامح والانطلاق نحو تقبل الآخر، وهذا هو الأساس الذي تبنى عليه المعرفة في نفوس عظيمات سعوديات قدمن الصورة الناصعة الحقيقية للمرأة السعودية. ما يدهشك أيضا في شخصية الدكتور خولة هو الوضوح والصراحة اللتان تشعان من تلكما العينين الواثقتين من نفسها لدرجة الإبهار، فهي تعترف صراحة بقولها «ما عندي شيء أخجل أو أخاف منه، لا أحب أن أتصنع، لا أحب أن أكون إنسانة وليدة اللحظة بحيث أن أظهر أمام رجل الدين بطريقة، وأمام رجل الدولة بأخرى، وأمام رجل الصحافة بطريقة ثالثة، من حقك أن تقبلني أو ترفضني كلي، أما أن أغير نفسي حتى تتقبلني فهذا ليس مبدئي». أشياء جميلة تضع يديك عليها أثناء قراءتك لقصة الكفاح المميزة التي عاشتها الدكتورة خولة الكريع لتقدم أنموذجا متفردا للمرأة السعودية، فالإرادة والتصميم هما عنوان لتلك الطبيبة السعودية حتى النخاع حتى وهي تتعرض لانتقاد أو تهكم من الذين لا يعملون ولا يريدون لغيرهم أن يعمل بحسب تعبير الدكتور طه حسين، تقف كالطود العظيم في إصرار على تخطيهم وتجاوزهم بالعمل والعمل فقط. هذه المرأة السعودية بحق خارج الرهان، حلقة أقوى في مسلسل التنمية السعودي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة SMSإلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة