أثبت الرجل السعودي بوعيه وثقته بالمرأة أنه بعيد عن تلك الصورة النمطية والتي يصر البعض على إلصاقها به ،من أنه يقف في الاتجاه المعاكس للمرأة وطموحها، فدائما ما نسمع عن ذلك الرجل «المثقف» أنه تنظيري فقط ولايطابق قوله عمله، كل تلك الأمور التي زيفت الحقائق كثيرا أصبحت من الماضي، يظهر ذلك من خلال قراءة واعية لانتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية، والتي تمت إلى الآن في ثلاثة أندية أدبية هي مكةوالجوف وحائل، فكل مدينة من تلك المدن لها وضعها وسياقها الثقافي المجتمعي المختلف، ومع ذلك كان للمرأة وجود ووجود مشرف داخل منظومة صناعة القرار الثقافي، سواء داخل الجمعية العمومية وهذا يحسب للمثقفة السعودية التي لم تتوان عن تكريس حقها الانتخابي وعملها الثقافي داخل مجتمعها، أوعلى مستوى آخر داخل مجلس الإدارة والتي لم يخل مجلس من المجالس الثلاثة من أسماء نسائية تفاعلت وشاركت حتى حصلت على بقعة وبقعة كبيرة من الضوء داخل تلك المجالس الانتخابية، فالحق الانتخابي هو مظهر تعبيري عن قياس للرأي العام تجاه القضايا ونحن الآن أمام قضية مهمة وهي مدى تقبل المجتمع الثقافي للمرأة داخل مجالس إدارات الأندية الأدبية، وهنا أثبت المجتمع والرجل على وجه الخصوص بأن يرحب ويحفل بل ويدعم تلك المشاركة. الوقفة المميزة للرجل والمرأة داخل نادي الجوف الأدبي ذلك النادي الذي قابل المرأة بالحرائق، إذا به الآن يصحح تلك الصورة، ويعطينا تلك النظرة التفاؤلية من مجتمع يعي واجباته تجاه المستقبل، إذن نحن أمام حراك مختلف عن صورة اعتدناها، نحن أمام تغيير يواكب الواقع الذي نعيشه، ذلك الواقع الذي أصبح إلى حد كبير يتوافق مع طموحات القيادة في عهد الإصلاح والتطوير، يؤكد ذلك أيضا ما حدث في نادي حائل الأدبي مساء الاثنين الفائت، فقد كانت الحائلية هناك ترسم ما يوازي منجزات المرأة السعودية في عهد الملك الصالح. انتخابات الأندية الأدبية مجال خصب لقراءات متعددة تعكس واقع مجتمع آمن بأن المرأة النصف الآخر لمجتمع سليم معافى من عقد الدونية تجاه ذلك المخلوق الربيعي في مجتمع قبلي دائما ما نتهمه بأنه ضد ظهور الاسم فقط، فما بالنا ونحن أمام ذلك المجتمع مشدوهين من دعمه وتنازله لبناته بل وسعادته بتلك الأسماء النسائية التي أوجدت لها مكانا مشرفا داخل النادي الأدبي بحائل، هناك الكثير والكثير ليقال في تلك التجارب الريادية، ولكن يبقى التحدي الحقيقي أمام تلك الأندية الكبرى والتي احتفت بالمرأة قبل الجميع، كيف ستظهر مشاركة المرأة هناك؟ أجزم أنها ستكون مميزة كسابقاتها، كل ما على المرأة أن تدير ظهرها لصرخات نشاز لا تمثل مجتمعنا المتميز برجاله!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة SMSإلى 88548 الأتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 26 مسافة ثم الرسالة