لا شيء يعدل الصوم بين الأسرة والأهل في رمضان، وأمريكا بكل زخمها وأضوائها وناطحات سحابها لم تستطع أن تحجب عن المبتعثين المشهد الروحاني لرمضان في المملكة، خاصة عندما تصدح المآذن بالأذان ساعة الإفطار وعند السحور واجتماع الأسر حول الأطباق والموائد الرمضانية، الأمر الذي يثير الحنين في نفوس المغتربين بعيدا عن أرض الوطن. محمد حسن، المبتعث في أمريكا، يفتقد كثيرا لاجتماع الأسرة على مائدة الإفطار والسير في شوارعنا آمنين مطمئنين يرافقنا صوت الأذان أينما سرنا، فالأجواء لا تعين على الصيام والعبادة وأشعر وأصدقائي المغتربون بالحزن في ليالي رمضان، لا سيما أن يوم رمضان في أمريكا طويل، فيما تستمر فترة الإمساك حتى العاشرة مساء. وبالنسبة للمبتعث محمد فراس فهذا أول رمضان يقضية بعيدا عن أسرته، لذلك يعاني من عدم وجود طعام مناسب للإفطار وندرة الحلال منه «بعد يوم دراسي طويل وصيام نشعر بالجوع، ولا نجد ما يسد الرمق، فلا نأكل إلا المعلبات والمأكولات الخفيفة»، إلا أن المبتعث فهد الجعيد يشير إلى أن بعض المبتعثين رغم انتشار ظاهرة الإفطار الجماعي والتثقيف الديني، كما هو موجود في أوطانهم الأصلية، خصوصا قراءة القرآن الكريم وأداء الصلوات، إلا أنهم يتخاذلون عن الصيام والصلاة في رمضان!. أم نهلة السلمي المرافقة لزوجها المبتعث فتحاول جاهدة رغم فارق التوقيت بين أمريكا وبلاد الحرمين توفير أجواء إيمانية أسرية، خصوصا أوقات الصلوات وبرامج الأطفال على القنوات السعودية. وتختلف خلود الصيعري المبتعثة منذ ثلاثة أعوام عن سابقيها كونها لا تعاني من شيء سوى أن ساعة الإفطار توافق أحيانا وقت المحاضرات، لكنها تستطيع التغلب على ذلك، مشيرة إلى أن الملحقية تقيم محاضرات وبرامج للمبتعثين خلال رمضان. هيثم الجيلاني المتبعث إلى أمريكا برفقة أسرته، قال «هذا أول رمضان أقضيه في حياتي بعيدا عن منزل والدتي، التي اعتدت على تناول الإفطار سنويا من يديها، إلا أن رمضان هذا العام مختلف كثيرا من حيث المكان، فكل الأمور هنا مختلفة سواء في ساعات النهار وأوقات الدراسة وتوفر الأطمعة الرمضانية، ما يشعرني بفقدان الجو الروحاني، والاستمتاع بإحساس رمضان، وبالتالي أشعر ببعض الأسى في هذه الأيام، ولكن ما يخفف ذلك وجود زوجتي وطفلي الوحيد برفقتي في الغربة».