تواجه العزاب المغتربين، الكثير من الصعوبات، التي تجعلهم بعيدين عن روح رمضان، فيما يكتفون بروحانيات الشهر الكريم. ولعل بعدهم عن الشمل الأسري وصلة الرحم، تأتي في مقدمة الأسباب التي تبعدهم عن الأجواء الرمضانية، التي تختلف عن طبيعة الأشهر الأخرى. ويعتقد الشاب محمد العمري أن هناك طعما ومذاقا خاصا في شهر رمضان عندما يكون الفرد مع أسرته، حيث يكون البرنامج مختلفا تماما، وذلك بزيارة الأقارب لتناول وجبتي الإفطار أو السحور مما يقوي العلاقة بين كافة العائلات، وكذلك المساعدة في أداء العبادات والكثير من الأعمال التطوعية لتنجلي روحانية الشهر الكريم من خلال هذه السمة. إلا أنه يرى أن: «هناك الكثير من الصعوبات والعوائق التي تواجه العازب في شهر رمضان، من حيث اختلاف البرنامج الغذائي والاجتماعي والترفيهي كذلك، حيث يصعب الالتزام والاستقرار ببرنامج غذائي نتيجة الارتباط بالدراسة والعمل، وأيضا غياب وتلاشي البرنامج الاجتماعي بعيدا عن الأسرة ما يشكل معضلة نفسية تجاه العازب في هذا الشهر». ودعا العمري العزاب إلى عدم التفريط في ضياع الأوقات، بل بالاستفادة منها فيما يرضي الله وما يعود عليهم بالنفع والفائدة، وذلك بالإكثار من الأعمال الصالحة والإسراع في القيام بالأعمال الخيرية. ويشير الشاب سهيل وياني إلى أن رمضان له نكهة خاصة بوجود العائلة في وقت الإفطار، كذا هو الحال في مختلف الأعياد والمناسبات الاجتماعية، فالكثير منا يحرص على وجوده بين أهله وذويه لمشاركة الأجواء الروحانية التي توطد الروابط وتزيد في المحبة بتواجدهم على مائدة واحدة: «لكن من اضطر على قضاء هذا الشهر الكريم بمفرده لقضاء الدراسة، يستشعر بهذه الفروقات في البداية، لكن بتعاقب الأيام وبوجود زملاء الدراسة تنجلي هذه الصعوبات من خلال مشاركة بعضهم بعضا في إعداد مائدة الإفطار». وأوضح الشاب عبدالرحمن الشمراني أن هناك فوارق كبيرة جدا في الصيام بين الصيام مع الأسرة أو بعيدا عنهم: «هناك العديد من السلبيات قد تشكل في بعض الأحيان عائقا أمام الشخص العازب، فالمشكلة الرئيسية التي تشكل هاجس لكل أعزب في رمضان هي وجبة الإفطار، فيتم اللجوء اضطراريا إلى سلسلة من المطاعم حتى وإن كانت رديئة الجودة فيما تقدمه من مأكولات». وبين أن التعرف على مجموعة من الزملاء يسهل قضية الوحدة من خلال التعاون في كل الأمور، وفيما يخص بالبرنامج الرمضاني أكد أن هناك اختلافا وعدم استقرار على برنامج معين، ولكن تغلب ممارسة الرياضة لدى كثير من الشباب بعد منتصف الليل. وخلص يحيى شقيقي أنه لا توجد أيام صعبة تمر عليه كصعوبة أيام رمضان: «وذلك لأسباب عديدة أهمها البعد عن الأهل، فعندما يكون الفرد بين الأهل يخفف كثيرا من العبء حول كل ما يتعلق بتحضير وجبة الإفطار، ووجودي خارج إطار العائلة يحمل علي المسؤولية فيما يخص بالتجهيزات الرمضانية ولا يمكن تنفيذها لعدم وجود الوقت الكافي، معللا تواجده في الكلية للدراسة في الفصل الصيفي». وأشار إلى أن صيام شهر رمضان بعيدا عن العائلة مختلف تماما من جميع النواحي عن الصيام قريبا منهم، حيث لا يكون هناك المذاق الخاص لرمضان لأن البعد وإن كان لا يفقد رمضان روحانيته وكرمه، إلا أنه يفقد الشهر نكهته ومتعة التجمع العائلي خلاله.