هي جملةٌ قالها الرمز النصراوي الكبير صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله،أصبحت بعد ذلك مثلاً رياضياً متداولاً بين الرياضيين فيه دلالة على أن الرياضة بصفة عامة لا تتوقف على شخصٍ معين وخصوصاً كرة القدم فهي لعبةٌ جماعية تعتمد على أحد عشر لاعباً ولا تعتمد على لاعبٍ بعينه ، ومن هنا قالوا عن نادي الوحدة بأنه لا يتوقف عند لاعبين معينين منذ قديم الأزل فكم من لاعبين رحلوا وكم من لاعبين تركوا النادي بحثاً عن تحقيق طموحاتهم المزعومة تحت مسمى ( الإحتراف ) وقبله تحت مسمى تأمين المستقبل،فمنهم من نجح و أكثرهم لم يستطع تحقيق المعادلة الصعبة وهي تأمين المستقبل مع المحافظة على محبة الجماهير له ولعلني أتذكر العديد من اللاعبين الوحداويين الذين تركوا ناديهم للبحث عن الأفضل على حد زعمهم ولم يحققوا لأنفسهم شيء وسأحاول أن اذكر بعض النماذج من هؤلاء اللاعبين،فمنهم اللاعب أحمد نيفاوي الذي كان في الوحدة لاعباً يشار له بالبنان و نموذج من نماذج الإبداع فقد كان مدافعاً صلباً وتم إختياره لمنتخب المملكة في أكثر من مرة وكان يلقب بصخرة دفاع المنتخب ،بالإضافة لكونه يجيد التحكم بضربات الرأس وأتذكر له هدفاً مع منتخبنا الوطني سجله برأسه من خارج منطقة الجزاء،بحث هذا اللاعب عن تأمين مستقبله في ذلك الوقت وكان التأمين في ذلك الوقت عبارة عن إنتقاله للرياض بجوار مقر عمله وبناءً عليه أنضم لنادي الهلال وسرعان ما أختفى هذا اللاعب عن الانظار ولم يحقق مع الهلال ( ربع الصيت ) الذي حققه مع الوحدة وذهب ذكره ولم يعد يتذكره أحد،ولعل الجميع يتذكر ( الأسمراني ) عبيد الدوسري الذي حصد العديد من الألقاب كهداف العرب وهداف الدوري لأكثر من عام وهو مع الوحدة وكان معشوق الجماهير الوحداوية الأوحد في ذلك الوقت حتى قرر أن يترك الوحدة ويذهب للاهلي ، وضحى بمحبة الجماهير مقابل المال ولكنه خسر المال وخسر محبة الجماهير الوحداوية له وأنخفت بريق نجوميته شيئاً فشيئا حتى أنتهى كلاعب ولم يعد يتذكره أحد ولم يترك لنفسه بصمةٌ تذكر سوى بعض التسجيلات لبعض المباريات التي أبدع وصال وجال فيها كنجم وحداوي ونجم من نجوم المنتخب السعودي ، ثم نأتي للاعب عيسى المحياني ( طلق المحيا ) الذي أختار الهلال بمحض إرادته وضحى بعشق الجماهير الوحداوية له ونجوميته التي لم تعرف إلا عن طريق نادي الوحدة وإنجازاته التي حققها معه كهداف الدوري ووصيف هداف الدوري وشهرته التي انتشرت في الوسط الرياضي بشكلٍ عام ، ضحى بذلك كله مقابل المال ورضي أن يكون حبيس ( دكة الإحتياط ) في نادي الهلال بعد أن كان ( الكل في الكل ) في الوحدة وها هو نجمه بدأ في الأفول تدريجياً وقد يأتي اليوم الذي لن يتذكره أحد ، ولعله الآن يتذكر تلك الأيام التي قضاها في الوحدة ويتذكر تلك الجماهير الوحداوية التي كانت تتغنى به و بنجوميته وقد يشعر بالندم ولكن لن يفيده الندم طالما اتخذ قراره الذي ضحى به بعشق تلك الجماهير له مقابل بعض الاموال التي لن يستطيع أن يشتري بها المجد والصيت ولن يستطيع أن يشتري بها محبة و عشق الجماهير له ، وقد رحل عبيد الدوسري ورحل عيسى المحياني ورحل من رحل من نادي الوحدة ولكن ( مكة ولاّدة ) ولله الحمد فقد أتى غيرهم و سيأتي بإذن الله نجوم آخرون ولن تقف الوحدة على لاعبٍ معين فالوحدة بمن حضر. ( بين السطور ) هي رسالة أبعثها للاعب كامل الموسى ولغيره من اللاعبين الذين يضحون بتاريخهم وأمجادهم التي حققوها مع أنديتهم،ويضحون بمحبة جماهيرهم لهم مقابل المال وحجتهم في ذلك أنهم في زمن الإحتراف،وفي رأي أن الإحتراف يعني الموازنة بين كيفية كسب الأموال وتأمين المستقبل و بين المحافظة على محبة الجماهير وخاصةً إن لم يبخل عليه نادية بما يستحقه وأعطاه من المال ما يتناسب مع إمكانياته . [email protected]