يتحرج بعض مفسري الأحلام من تأويل أحلام آخر الزمان، فيقولون لا أعلم أو لا أدري أو لعله خير وغيرها من العبارات.. هذا التمنع عن الإجابة يقود إلى لغز وغموض، ويثير الكثير من التساؤلات، فبعضهم أي العوام يرى أن التمنع عن التأويل سببه الخوف من الخوض في الغيبيات، فيما يرى آخرون أن الحلم كما يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقع بما يفسر، فيتمنعون خشية حدوث مكروه، وإن كان آخر الزمان له موعد لا يتغير، بينما يعتقد آخرون أن التمنع عن التفسير أمر يعود إلى المفسر نفسه.. وهنا نحاول سبر أغوار هذا التمنع وأيضاً ردة فعل العوام من مواقف المفسر الذي يمتنع عن الكشف عن سر التمنع، وهذه بعض النماذج التي شاركت برأيها وتصوراتها: في البداية، أرجع عادل السلمي تمنع المفسرين عن تأويل الأحلام إلى عوامل نفسية للمفسر، كخشيته من تأثير التفسير في نفوس السامعين وإصابتهم بالهلع والخوف، نفياً أن يكون كافة المفسرين على هذا الأساس، وأضاف قائلا: هناك من يفسر الأحلام دون تحفظ أو خوف، بل إن أحدهم فسر باقتراب ظهور المهدي، رداً على امرأة رأت في المنام أنها ترضع القمر، مشيراً إلى أن التفسير لا يؤثر على آخر الزمان، وقيام علامات الساعة الكبرى، بل التمنع من تفسيره لعدم إرهاب الناس. وذكر عبدالعزيز فلمبان أن بعض المفسرين لا يتجاوبون مع أحلام آخر الزمان ويكتفون بقول: «الله أعلم»، وأضاف: اعتقد أن بعض المفسرين يتحاشون تفسير مثل هذه الأحلام لخشيتهم من أن يتحقق ما ذكره في تفسيره، ومن هنا يأتي التمنع. بدوره بين حسن الغامدي، أنه لم يسمع سؤالا وجه لمفسر عن آخر الزمان، مستغرباً تمنع مفسرين من توضيحهم للرؤيا بحجة عدم إثارة الرأي العام على حد قوله، موضحا أنه لا يفسر رؤاه وإنما يكتفي بسرد أحلامه السعيدة على من يحب. من جهته، أرجع عمار البلقاسي تمنع بعض المفسرين عن تأويل الأحلام، إلى عدم رغبتهم الخوض في عالم الغيبيات، باعتبار أن الدجالين هم من يتصدرون تفسير الغيب دائما، داعياً إلى عدم الاهتمام بالتفسير، ومنادياً لاهتمام الناس بما هو مفيد. إلى ذلك، أكد مفسر الأحلام الدكتور يوسف الحارثي عدم صحة الاحتجاج بالرؤى في الفتن أو الأحكام، قائلا: لا يجوز إثبات حكم شرعي مستند على الرؤيا، وذلك كما قاله النووي. وأرجع ذلك إلى أن النائم لا يضبط ما يراه أو يسمعه، منوها إلى أنه لا يستدل بالرؤيا سوى ضعيفي الملة، مشددا على أن ما يحصل من تفسير للرؤى يؤدي أحيانا إلى المهالك.