يختلف الناس في تعاملهم مع الأحلام، ففي الوقت الذي يمتنع فيه البعض عن التفسير، بحجة عدم وجود مفسر يعتمد عليه، خصوصا بعد طغيان المادة وسط بعض مفسري القنوات الفضائية، أو حتى لخشيتهم من أن يتحول الحلم إلى واقع خاصة للرؤيا السيئة، هناك من أدمن على التفسير، واتخذ من بعض كبار السن والبسطاء وسطاء لتفسير الأحلام.. وللتعرف على مدى وحقيقة تفشي الظاهرة، استطلعنا آراء عدد من أفراد المجتمع الذين أكد بعضهم على مداومته على اللجوء لمفسري الأحلام، فيما قلل البعض الآخر من تأثيرها على سير حياتهم. في البداية، أكد حسان عبدالوهاب راجح، مداومته على تفسير أحلامه، وقال: «ألجأ لمن أتلمس الخير فيهم، وإن كنت لا أصدق كل ما أسمعه، وغالبا ما ألجأ إلى ذلك للتسلية وإشباع الفضول»، وبين أنه لا يفسر ما مضى، فمرور الوقت على الرؤيا يجعلها تغيب عن ذاكرته. من جهته، أشار أحمد حسن الصبحي إلى أن تفسير الرؤيا موجود في القرآن؛ فنبي الله يوسف عليه السلام أعطاه الله هذا العلم، وقال: أتبع طريقة خاصة في ذلك، فأنا أحتفظ بالرؤيا المزعجة لنفسي، ولا أصارح بها أحدا، مؤكدا أن الرؤيا حسب تفسيرها، محذرا الذهاب لمن لا يجيد هذا العلم، حتى لا يتحقق واقعا مزعجا، واختتم بالقول: ألجأ في تفسير الأحلام إلى شخص معين، وأتجنب رقاة الفضائيات الذين يتكسبون من المكالمات والاتصالات. بدوره، بين عبدالله العوفي أنه قليل الاهتمام بالرؤى، ولا يهتم إلا ببعض أحلامه السعيدة، كاشفا عن لجوئه إلى بعض المفسرين في القنوات الفضائية، وإن كان بعضهم يطلق تفاسير مزعجة، وقال: انتظر مدة عام كامل لتحقيق الحلم، بعدها أنسى الرؤيا، ووصف أسئلة بعض المفسرين بالتدخل في الشؤون الخاصة. واتفق رأي هاشم بخش مع العوفي، مبينا أنه لا يفسر إلا ما يراه حسنا، لاجئا في ذلك لإمام الحي، أو لمن ظهرت عليه سماحة الأخلاق، وبزوغ العلم. وخالف عبدالرحمن بافضل ما عليه اعتقاد الناس في تأويل بعض المفسرين على المستقبل نافيا أن يحدثك المفسر عن المستقبل الغيبي، بل يقتصر التأكيد على الحلم هل هو حسن أم لا». إلى ذلك، بين محمد علي أنه لا يفسر أحلامه وإن كانت سعيدة، خلافا لما عليه الناس، فيما أشار بشرى بابكر إلى أنه دائم البحث عن معنى أحلامه، معتمدا على كبار السن، كونهم أهل دراية وخبرة، مؤكدا أن كثيرا من الأحلام تحققت كما فسرت له، وكل من حوله مهتم بذلك.. وفرق الوافي الصافي بين الرؤيا والحلم قائلا: الرؤيا من الرحمن، والحلم من الشيطان، لافتا إلى أن الرؤيا جزء من 46 جزءا من النبوة، منبها كل من رأى رؤيا حسنة ألا يحكيها إلا لمن يحبه، ويتمنى الخير له، لأنها أي الرؤيا جناح طائر والتفسير لها واقع. ونوه إلى أنه لا يهتم كثيرا بما يفسر، وإن كان التفسير حسنا، فالخير من الله، مؤكدا أن كثيرا من رؤاه تحققت بعد حين. أكثر الرؤى أضغاث أحلام وطريقة المفسرين لم تأت في الشرع. وأكد الدكتور سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود سابقا، أن تفسير الأحلام ظاهرة سلبية، ودليل على إحباط الناس، ما يدفعهم للجوء إلى مفسري الأحلام، أو أحيانا إلى أطباء النفس لشعورهم ببعض الضيق نتيجة فقدهم لأمر ما أو رغبة في تحقيقهم لأمنية، منوها إلى أن أكثر ما يراه الناس في المنام أضغاث أحلام، مشيرا إلى أن تصدر كثير من المفسرين للقنوات الفضائية لم يأت عن الشرع، فالتفسير وارد ولكن ليس بهذه الطريقة. ولفت إلى أن تأويل الرؤيا هبة من الله، لا علاقة له بالعلم، ونصح بعدم تفسير الرؤيا السيئة حتى لا تقع ، فقد جاء أن الرؤيا على جناح طائر، فإن فسرت وقعت، مناديا المعبرين أن يكتفوا بنصح الناس بالابتعاد عن بعض الأمور عند معرفتهم بالتفسير السيئ.