يحظى تفسير الأحلام باهتمام العديد من شرائح المجتمع، فالكثير من المنازل يوجد بها كتاب يفسر الأحلام، حتى أصبحت هذه الكتب أكثر الكتب تداولا ومبيعا، ويؤكد المعد بأحد برامج تفسير الأحلام في قناة تلفزيونية أبو حازم أن التنافس شديد بين القنوات الفضائية في طرح فقرة لتفسير الأحلام، تلبية للطلبات التي ترد عليها من المشاهدين لفتح باب التواصل مع مفسر يساعدهم على فك رموز التعبيرات التي يرونها في منامهم، مؤكداً أن الكثير من القنوات تبحث عن المعبرين من أصحاب الثقة. وأضاف أن "فقرة تفسير الأحلام عليها إقبال من النساء خاصة، وذلك لأن المرأة أكثر رؤية من الرجل، فنجد معظم الاتصالات التي ترد على القناة لفقرة تفسير الأحلام من السيدات". ويرى عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومفسر الرؤى والأحلام الدكتور فهد العصيمي أن "المفسرين يختلفون، فهناك من يفسر الأحلام عن طريق الوحي، وهؤلاء هم الأنبياء عليهم السلام، أما غير الأنبياء فهناك من يفسر بالفراسة، وهناك من يعبر بالإلهام. وأما الجانب الأعم من المفسرين فيعبر عن طريق التعلم". وأشار إلى أنه يلجأ لتفسير الأحلام عن طريق التعلم، ولا يدَّعي أنه يفسر الأحلام عن طريق الإلهام، علما بأن جانب التعلم الذي يتبعه هو الوحيد المأذون به شرعا لتفسير الأحلام"، مشددا على أن هناك الكثير ممن يتحدث في هذه المسائل دون علم ودراية ومعرفة الحكم الصحيح من تفسير الأحلام. وأكد أن معرفة الغيب عن طريق قراءة الفنجان، وما يعرف بضرب الودع، أو علم التنجيم فهذه الطرق محرمة، مؤكدا أن لجوء الشخص للمفسرين لتفسير حلم أو رؤيا مسموح به. وقال العصيمي إن أغلب من يكنون لمفسري الأحلام التقدير هم طبقات الأسر الثرية، ويحرصون على معرفة تفاسير أحلامهم، والحرص على معرفة أمور مستقبلية تكون ذات أهمية لهم. وأضاف أن هناك من الأشخاص من يدعي تفسير الرؤية، وهو بعيد عن ذلك مما يحدث نوعا من الخلط بين المفسر الحقيقي، ومن يدعي العلم بتفسير الأحلام، مشيرا إلى أن المفسر قد يخطىء في تأويل الرؤية أو الأحلام. وأكد العصيمي أن المفسر لابد أن يعتمد على أسس علمية تتضمنها السنة النبوية، كذلك عدم التعبير أثناء تفسير الأحلام بالألفاظ التي تشعر الآخرين بالرعب والخوف، مشيرا إلى أن البعض يتخطى آداب التعابير الشرعية، لذلك يجب أن يكون هناك جهة يحتكم لها، وتضع معايير لتفسير الأحلام. وكشف العصيمي أن هناك خلطا بين الرؤيا والحلم، فالرؤيا ما يسر، والحلم ما يفزع ويضر، مشيرا إلى أن الحلم المزعج لا يجعل الأشخاص ينتظرون ثلاثة أيام كما يعتقد الكثيرون لكي يقوموا بتفسيره، ولا بد للإنسان من التعرف على الاحترازات النبوية الستة التي جاءت بها السنة، أما ما يقوم به البعض بالانتظار وعدم تفسير الحلم لفترة زمنية تخوفا من أن تحصل نتائج لا يرضيها الحالم فهذه من الأفكار المغلوطة. وعن الأكثر في التعرض للأحلام قال إن "السيدات أكثر من الرجال أحلاما، ويعود ذلك لأن المرأة أكثر عاطفة من الرجال الذين يتميزون بالغلظة والشدة، والنساء أيضا أكثر حرصاً على تفسير أحلامهن من الرجال". وعن الصعوبات التي تواجه مفسر الحلام قال إن "هناك صعوبات تواجه مفسر الأحلام من المتلقين، حينما يصرون على معرفة تفسير حلم حتى بعد تنبيه الشخص بأخذ الاحترازات المورثة عن السنة النبوية، وهي أن يتعوذ من شر ما يرى، وينفث على يمينه، ويذكر اسم الله، وينقلب على يمينه إذا أراد أن يواصل النوم، وعند الاستيقاظ من النوم يتوضأ ويصلي ركعتين، مما قد يؤثر في نفسية الشخص السائل". ويحدد العصيمي صفات مفسر الأحلام ويقول "هناك صفات لمفسر الأحلام أن يتصف بالمحافظة على أسرار الأشخاص، وعدم إفشاء تفسير ما يطلب منه، وعدم التشهير بالشخص الذي يستفسر عن حلمه، وأن يكون ورعا تقيا، والابتعاد عن تفسير الأحلام الضارة التي تؤثر في الأشخاص". وأضاف أنه يحرص على معرفة الفصل الذي رأى فيه الرائي رؤيته، لأن تأويل الرؤيا يختلف باختلاف المواسم، إن كان صيفاً أو شتاء، فالثمار في المنام على سبيل المثال، تؤول بالبشرى إن صادفت وقت نضوجها، بينما هي غير محمودة إن جاءت في غير وقتها. من جهته، حذر استشاري إدارة العقل والتعلم مع الذات الدكتور صالح النفيسي من تأثر الأشخاص بالأحلام، لأنها من الأمور التي قد تؤثر في حياتهم اليومية ، وتسبب نوعا من السلوك الخاطىء الذي يدمر العلاقات الشخصية، وقد تؤثر هذه الأحلام في طبيعة الأشخاص، وتغير مسيرة حياتهم. وأضاف أن الحلم صورة ذهنية للعقل، وهو عِبارة عن سلسلة من الصور أو الأفكار أو الانفعالات التي تتمثَّل لعقل المرء أثناء النوم، وقد وصف بعضهم الأحلام بأنها مسرحيات تحدث في الذهن، وتصوِّر بعض الجوانب اللاشعورية من حياة النائم، فدائما الرجل والمرأة اللذان لديهما سلوك غير سوى يحمل صورا ذهنية لديهما تنعكس في الأحلام بطريقة سيئة، ويستطيع الأشخاص تغيير هذه الصور الذهنية عن طريق الاستشاريين المهتمين بتقويم الشخصيات لدى الأفراد". وطالب النفيسي بأن تكون هناك مظلة تضم مفسري الأحلام تحت شروط وتراخيص معينة يسمح لهم من خلالها بتفسير الأحلام والرؤى، حتي لا يتم الخلط بين المفسرين أصحاب الثقة وغيرهم.