أكد ناصر جودة وزيرالخارجية الأردني، استمرار عمان في دعم جهود السلطة الفلسطينية ومساعيها في تحقيق حل الدولتين من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف.ووصف وزير الخارجية الأردنية في حوار أجرته معه «عكاظ»، الزيارة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى المملكة ولقاءه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤخرا، بأنها كانت زيارة ناجحة بامتياز، مشيرا إلى تطابق مواقف البلدين حيال جميع القضايا الإقليمية والدولية. وفيما يلي نص الحوار: • المعروف أن الأردن أكثر دولة عربية ارتباطا بالقضية الفلسطينية، خاصة أنكم تستضيفون نحو 42 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين، هل هناك تغيير في الموقف الأردني حيال القضية الفلسطينية؟ موقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ثابت ولن يتغير، ويتمحور في استمرار دعم جهود السلطة الفلسطينية ومساعيها في تحقيق حل الدولتين من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف، ومعالجة قضايا الحل النهائي كافة من حدود وأمن ولاجئين ومياه، وفقا للمرجعيات الدولية المتوافق عليها، ومنها القرار 194 الخاص باللاجئين، وطبقا لمبادرة السلام العربية بكل عناصرها، وهذا يمثل مصلحة وطنية عليا للأردن لارتباط هذه القضايا مباشرة بمصالح الأردن. ويهمني هنا أن أؤكد أنه من غير المعقول ولا يستقيم أبدا ما تتناقله بعض وسائل الإعلام عن تراجع في دعم الأردن للسلطة الوطنية الفلسطينية في مساعيها الرامية إلى تحقيق حل الدولتين من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967م، وإنني أؤكد بأن دعم الأردن لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لا يتزعزع، وإن مساندة الأردن للسلطة الوطنية الفلسطينية لتحقيق هذا الهدف ثابتة وراسخة. ونحن في الأردن، نؤمن بأن استمرار إنكار حق الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته المشروعة؛ وفي مقدمتها حقه بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كامل أراضيه التي احتلت عام 1967 وفي القلب منها القدسالشرقية، وان استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وللجولان السوري وما تبقى من أراض لبنانية محتلة يمثل تهديدا دائما ومستمرا وماثلا ليس فقط للأمن والاستقرار الإقليمي بل أيضا للأمن والسلم العالميين، لأن الصراع العربي الإسرائيلي هو صراع ذو تداعيات دولية، وإن السلام الذي ننشد هو السلام العادل المتوازن الذي يعيد الحقوق الشرعية الفلسطينية والعربية، ويؤسس بالتالي لمناخ إقليمي مستقر وسلمي وتعاوني تعيش فيه كل شعوب منطقتنا في بيئة تتسم بالأمن الحقيقي والرفاه الاقتصادي. • ما تقييمكم لزيارة ملك الأردن ولقائه، مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤخرا؟ إن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى المملكة العزيزة على قلوبنا، ولقاءه مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كانت زيارة ناجحة بامتياز، مثلها مثل الزيارات الماضية، وكان اللقاء مثمرا جدا بين زعيمين حريصين على تعزيز العمل العربي المشترك وتناول اللقاء العديد من القضايا التي تهم الأمتين العربية والإسلامية كما هي العادة في كل اللقاءات التي تجمعهما، إذ إن هذا هو شغلهما الشاغل باستمرار، وهذه اللقاءات تصب لمصلحة الخير للشعبين الشقيقين وللأمتين العربية والإسلامية، وتم النقاش المسؤول للتطورات الجارية على الساحتين العربية والإقليمية والأوضاع السياسية التي تمر بها عدد من الدول العربية، وقد تطابقت آراؤهما في كل القضايا المطروحة، وتناولا بالبحث العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط المملكتين الشقيقتين، كما أكد الزعيمان الكبيران خلال اللقاء حرصهما على مواصلة المشاورة والتنسيق الدائمين بما يخدم أمن واستقرار المنطقة. • ماذا عن انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي؟ لقد أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني خلال اللقاء مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن عميق شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين ولكافة قادة دول مجلس التعاون الخليجي لدعم انضمام طلب الأردن إلى عضوية المجلس العتيد. وإننا نرى أن خطوة انضمام الأردن إلى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي هي بالتأكيد خطوة تصب باتجاه توثيق الروابط التاريخية والقواسم المشتركة وتمتين علاقات التعاون بين الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي، والارتقاء بها في مختلف المجالات، وفي ذلك فائدة ومصلحة لكلا الطرفين؛ الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي، وفيها مصلحة كبيرة للشعب الأردني وأشقائنا في دول الخليج العربي • ما رؤيتكم لدعم خادم الحرمين الشريفين للأردن؟ إننا في الأردن نسجل باستمرار لخادم الحرمين الشريفين دعمه الدائم والمتواصل لنا في كل المجالات السياسية والاقتصادية وعلى كل المستويات، والساحات الدولية، ولقد عبر الزعيمان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والملك عبدالله الثاني خلال اللقاء عن حرصهما المشترك على تمتين وتوثيق العلاقات الأخوية وتعزيز التعاون الثنائي ومواصلة التنسيق بين مسؤولي البلدين تعزيزا للتعاون في كل المجالات السياسية والاقتصادية.